للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحُبُّ يَهْجُرُ وَالطُّيُوْفُ تَزُوْرُ … وَكَأَنَّمَا أَصْلُ الصَّبَابَةِ زُوْرُ

طِلْتَ (١) المُلُوْكَ وَقَصَّرُوا عَنْ غَايَةٍ … مَا نَالَهَا كِسْرَى وَلَا سَابُوْرُ

وَعَدَلْتَ حَتَّى لَمْ تَدَعْ مِنْ ظَالِمٍ … يَدَهُ عَلى المُسْتَضْعَفِيْنَ تَجُوْرُ

فَالأَرْضُ مُشْرِقَةُ بِعَدْلِكَ وَالنَّدَى … وَصَبَاحُ عَدْلِكَ مَالَهُ دَيْجُوْرُ

قَدْ رُوِّضَتْ بِالمَكْرُمَاتِ كَأَنَّمَا … كُلُّ البِلَادِ خَوَرْنَقٌ (٢) وَسَدِيْرُ

وَلِنَصْرٍ النُّمَيْرِيِّ: (٣)

أَعْلَقْتُ منْ يَحْيَى رَجَائِي لِمَنْ … تَحْتَكِمُ الآمَالُ فِي وَفْرِهِ

وَكَانَ عَوْنُ الدِّيْنِ أَحْرَى الوَرَى … بِنُصْرَةِ الحُرِّ عَلَى دَهْرِهِ


= مُحَمَّدُ القَلَّاسُ [بالقَافِ]، قَالَ: "طَالَمَا رَأَيْتُهُ فِي مَجْلِسِ الوَزِيْرِ ابنِ هُبَيرَةَ يُنْشِدُهُ وَيَسْتَرْفِدُهُ .. وَكَانَ يَعِيْشُ إِلَى يَوْمِ خُرُوجِي مِنْ "بَغْدَادَ" وَلَمْ أَسْمَعْ إِلَى الآنَ بِوَفَاتِهِ"، فَهَلْ هَذَا هُوَ المَقْصُودُ هُنَا؟ يَظْهَرُ ذلِكَ، وَلَمْ يَخْتَرْ لَهُ العِمَادُ فِي مَدْحِ الوَزِيْرِ. وَكَانَ خُرُوجُ العِمَادِ مِنْ "بَغْدَادَ" سَنَةَ (٥٦٢ هـ).
(١) فِي (ط): "ظلت" خَطَأٌ ظَاهِرٌ.
(٢) في (ط): "خوريق" وَالخَوَرْنَقُ وَالسَّدِيْرُ: قَصْرَانِ مَشْهُوْرَانِ.
(٣) نَصْرُ بنُ مَنْصُورٍ النُّمَيْرِيُّ (ت: ٥٨٨ هـ) حَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ المُؤَلَّفُ فِي مَوْضِعِهِ وَسَيَأْتِي أَنَّهُ مِن وَلَدِ الرَّاعِي النُّمَيْرِيِّ عُبَيْدِ بنِ حُصَيْن، الشَّاعِرِ، الأُمَوِيِّ، المَشْهُورِ، وَلَمَّا جَمَعَ الفَاضِلَانِ الدُّكْتُورُ نُوْرِي حَمُّوْدِي القَيْسِيُّ، وَالأُسْتَاذُ هِلَال نَاجِي دِيْوَانَ الرَّاعِي النُّمَيْرِيِّ وَنَشَرَاهُ فِي المَجْمَعِ العِلْمِيِّ العِرَاقِيِّ سَنَة (١٤٠٠ هـ). ذَكَرَا فِي أُسْرَتِهِ "نَصْرَ بنَ مَنْصُورٍ" وَأَوْرَدَ مَا تَوَصَّلَا إِلَيْهِ مِنْ شِعْرِهِ، وَفَاتَهُمَا هَذِهِ المَقْطُوعَةَ، فَلَمْ يَذْكُرَاهَا لا فِي المُقَدِّمَةِ، وَلَا فِي الاسْتِدْرَاكِ مَعَ رُجُوْعِهِمَا إِلَى كِتَابِ ابنِ رَجَبٍ هَذا؟! كَمَا فَاتَهُمَا قَصِيدَتَهُ الآتِيَة فِي رِثَاءِ عبْدِ القَادِرِ الجِيْلَانِيِّ الآتِيَّة في تَرْجَمَتِهِ، قَالَ ابنُ رَجَبٍ هُنَاكَ: وَلَهُ فِيهِ مَرَاثٍ أُخْرَى.