للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢/ ٦٢ - "عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قَالَ في القدرِ بالبصرة معْبَدٌ الجهني، فانطلقت أنا وحميدُ بن عبد الرحمن الحميري، حاجَّين أو مُعتَمريْن، فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَسأَلنَاه عما يقولُ هذا في القدرِ؟ فوُفِّق لنا عبدُ الله بن عمر بن الخطاب داخلَ المسجد، فاكتنفتُه أنا وصاحِبِي أحدُنا عن يمينهِ، والآخر عن شِماله، فظننت أن صاحبي سَيَكِلُ الكلامَ إليَّ، فقلت: أبا عبد الرحمنِ: إنه قد ظهر قبلنا


= هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقّا" قال عمر: يا رسول الله: كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا على شيئًا".
والحديث في مسند الإمام أحمد - رضي الله عنه - ج ٣ ص ١٤٥ (مسند أنس بن مالك) بلفظ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يونس، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس، قال: وحدث أنس بن مالك - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ ببضعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مُخَبَّث، قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلما ظهر على بدر أقام ثلاث ليال حتى إذا كان الثالث أمر براحلته فشُدَّتْ برحلها ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضى حاجته، قال: حتى قام على شفة الطوى قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يا فلان يا بن فلان: أسَرَّكُم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّا؟ قال عمر: يا نبي الله: ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ قال: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" قال قتادة: أحياهم الله - عز وجل - حتى سمعوا قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقيمة.
والحديث في مسند أبي يعلى، ج ١ ص ١٣٠ مسند (عمر بن الخطاب) حديث رقم ١٤٠، بلفظ: عن أنس قال: كنا عند عمر بن الخطاب بالمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت رجلًا حديد البصر، فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، قال: يقول: "هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله" قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إليهم فقال: "يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان: هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقّا؟ فإني وجدت ما وعدني الله حقّا" قال عمر: يا رسول الله: تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ فقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا على شيئًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>