والحديث في مسند الإمام أحمد - رضي الله عنه - ج ٣ ص ١٤٥ (مسند أنس بن مالك) بلفظ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يونس، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس، قال: وحدث أنس بن مالك - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ ببضعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مُخَبَّث، قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلما ظهر على بدر أقام ثلاث ليال حتى إذا كان الثالث أمر براحلته فشُدَّتْ برحلها ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضى حاجته، قال: حتى قام على شفة الطوى قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يا فلان يا بن فلان: أسَرَّكُم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّا؟ قال عمر: يا نبي الله: ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ قال: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" قال قتادة: أحياهم الله - عز وجل - حتى سمعوا قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقيمة. والحديث في مسند أبي يعلى، ج ١ ص ١٣٠ مسند (عمر بن الخطاب) حديث رقم ١٤٠، بلفظ: عن أنس قال: كنا عند عمر بن الخطاب بالمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت رجلًا حديد البصر، فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، قال: يقول: "هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله" قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إليهم فقال: "يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان: هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقّا؟ فإني وجدت ما وعدني الله حقّا" قال عمر: يا رسول الله: تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ فقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا على شيئًا".