للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧١٥/ ٨٢ - "عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: قَدِمَ خُزَيْمَةُ بْنُ حَكِيمٍ السُّلَمِىُّ ثُمَّ الَبْهِزىُّ عَلَى خَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهَا أَصَابَتْهُ بِخَيْرٍ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلى بِلَادِهِ، وَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهَا مَرَّةً فَوَجَّهَتْهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ: مَيْسَرَةُ إلى بُصْرَى، وَبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، وَأَحَبَّ خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حُبَّا شَدِيدًا حَتَّى اطْمَأَنَّ له رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ خُزَيْمَةُ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّى أَرَى فِيكَ أَشْيَاءَ مَا أَرَاهَا فِى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَإنَّكَ لَصَرِيحٌ فِى مِيلَادِكَ أَمِينٌ فِى أَنْفُسِ قَوْمِكَ وإنى أرى عليك من الناس محبة، وإنى لأَظُنُّكَ الَّذِى يَخْرُجُ بِتِهَامَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: فَإِنِّى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أشْهَدُ إنَّكَ لَصَادِقٌ، وَإِنِّى قَدْ آمَنْتُ بِكَ، فَلَمَّا انْصَرفُوا مِن الشَّامِ رَجَعَ خُزَيْمَةُ إلَى بِلَادِهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذَا سَمِعْتُ بخُرُوجِكَ أتيْتُكَ، فَأَبْطَأ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى إذا كان يوم فتح مكة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ: مَرْحَبًا بالمُهَاجِرِ الأَوَّلِ، قَالَ خُزَيْمَةُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أتَيْتُكَ عَدَدَ أصَابِعِى هذِهِ فَما نَهْنَهَنى عَنْكَ إِلَّا أَنْ أَكُونَ مُجِدًا فِى إِعْلَانِكَ غَيْرَ مُنْكِر لِرِسَالَتِكَ وَلَا مُخَالِفٍ لِدَعْوَتِكَ، آمَنْتُ بِالقُرآنِ وَكَفَرَتُ بِالأَوْثَانِ، وَأَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَيْرَ مُبَدِّلٍ لِقَوْلِى، وَلَا نَاكِثٍ لبَيْعَتِى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: إِنَّ اللَّه -تَعَالَى- يَعْرِضُ عَلَى عَبْدهِ فِى كُلِّ يَوْمٍ نَصِيحَةً فَإِنْ هُوَ قَبِلَهَا سَعِدَ، وَإِنْ تَرَكَهَا شَقِىَ، فَإنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- بَاسِطٌ يَدَهُ لمسئ النَّهَارِ لِيَتُوبَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الحَقَّ ثقِيلٌ كثِقَلِهِ يَوْمَ الِقَيَامَةِ، وَإِنَّ البَاطِلَ خَفِيفٌ كخفته يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الجَنَّةَ مَحْظُورٌ عَلَيْهَا بِالْمكَارِهِ، وَإِنَّ النَّارَ مْحُظُورٌ عَلَيْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>