للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأخرج الإِمام مسلم أيضًا في صحيحه في كتاب (الإيمان) باب: معرفة طريق الرؤية ج ١ ص ١٦٤ رقم ٢٩٩ أخرجه من طريق ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثى أن أبا هريرة أخبره أن أناسا قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله، قال: "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله! قال: "فإنكم ترونه كذلك؟ يجمع الناس يوم القيامة ... الحديث".
وقال صاحب الفتح: في ضبط لفظ "تضارون" وروايات الحديث في كتاب (الرقاق) باب: الصراط جَسْرُ جهنم ج ١١ ص ٤٤٦ قال: تضارون بضم أوله، وبالضاد المعجمة وتشديد الراء بصيغة المفاعلة من الضرر، وأصله: تضارون بكسر الراء وبفتحها: أي، لا تضرون أحدًا، ولا يضركم بمنازعة ولا مجادلة ولا مضايقة، وجاء بتخفيف الراء من الضير وهو لغة في التفسير، أي: لا يخالف بعض بعضا فيكذبه وينازعه فيضيره بذلك، يقال: ضاره يضيره، وقيل المعنى: لا تضايقون: أي لا تزاحمون، كما جاء في الرواية الأخرى "لا تضامون بتشديد الميم مع فتح أوله، وقيل المعنى: لا يحجب بعضكم بعضا عن الرؤية فيضر به، وحكى الجوهرى: ضرنى فلان إذا دنا مني دنوا شديدا، قال ابن الأثير: فالمراد المضارة بازدحام. وقال النووي: أوله مضموم مثقلا ومخففا قال: وروى "تضامون" بالتشديد مع فتح أوله وهو بحذف إحدى التاءين، وهو من الضم، وبالتخفيف مع ضم أوله من الضيم والمراد المشقة والتعب، قال: وقال عياض: قال بعضهم في الذي بالراء وبالميم بفتح أوله والتشديد وأشار بذلك إلى الرواية بضم أوله مخففا ومثقلا وكله صحيح ظاهر المعنى، ووقع في رواية البخاري "لا تضامون أو تضاهون" بالشك كما مضى في فضل صلاة الفجر، ومعنى الذي بالهاء: لا يشتبه عليكم ولا ترتابون فيه فيعارض بعضكم بعضا، ومعنى الضيم: الغلبة على الحق والاستبداد به؛ أي: لا يظلم بعضكم بعضا، وتقدم في باب: فضل السجود من رواية شعيب "هل تمارون" بضم أوله وتخفيف الراء أي: تجادلون في ذلك أو يدخلكم فيه شك؟ من المرية وهو الشك، وجاء بفتح أوله وفتح الراء على حذف إحدى التاءين، وفي رواية للبيهقي "تتمارون" بإثباتهما.
وحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخرجه الإِمام أحمد أيضًا في مسنده "مسند أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -) ج ٣ ص ١٦ قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ربعي بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقلنا: يا رسول الله! هل نرى ربا يوم القيامة؟ ، قال: "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قال: قلنا: لا، قال: فهل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قال قلنا: لا، قال فإنكم ترون ربكم كذلك يوم القيامة يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، قال: فيقال: من كان يعبد شيئًا فليتبعه. الحديث".
وانظره في الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب (الصلاة) باب: فضل السجود ج ١ ص ٢٠٤ فقد رواه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري معا ثم قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله، قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قوله: "لك ذلك ومثله معه".
قال أبو سعيد: إني سمعته يقول: ذلك لك وعشرة أمثاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>