للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنِكْتَهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ المِرْوَدُ في المِكْحَلَةِ، وَالرِّشَاءُ فِى البِئْر، قَالَ نَعَمْ، قَالَ: تَدْرِىِ مَا الزِّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأتِى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ حَلَالًا قَالَ: فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا القَوْلِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرنِى، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَسَمِع النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إلى هَذَا الَّذِى سَتَرَ الله -تعالى- عَلَيْهِ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتِّى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْبِ، فَسَكَت النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُمَا حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِل بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: أَيْن فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قَالَا: نَحْن ذانِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الحِمَارِ، فَقَالا: يَا نَبِىَ الله: غَفَر الله! -تعالى- لَكَ مَنْ يَأكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلِ المَيْتَةِ، وَالَّذى نَفْسِى بِيَدِهِ إنَّهُ الآنَ لَفِى أَنْهَارِ الجَنَّةِ يُغْمَسُ فِيهَا".

عب (١).


(١) أخرجه مصنف عبد الرزاق - باب: الرجم والإحصان ج ٧ ص ٣٢٢ رقم ١٣٣٤٠ بلفظ: عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزبير عن عبد الرحمن بن الصامت عن أبى هريرة أنه سمعه يقول: جاء الأسلمى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - فشهد على نفسه أنه أصاب حرة حراما، أربع مرات، كل ذلك يعرض عنه، فأقبل في الخامسة، قال أنكتها؟ قال: نعم، قال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة، والرشاء في البئر، قال: نعم، قال: هل تدرى ما الزنا؟ قال: نعم أتيت منها حرامًا ما يأتى الرجل من امرأته حلالًا، قال. فما تريد بهذا القول؟ قال: أريد أن تطهرنى، قال: فأمر به فرجم، فسمع النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصحابه: انظر إلى هذا الذى ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت النبى - صلى الله عليه وسلم - عنهما، حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: أين فلان وفلان؟ قالا: نحن ذا يا رسول الله قال: انزلا فكُلا من جيفة هذا الحمار، فقالا: يا نبى الله! غفر الله لك من يأكل من هذا؟ قال: فما نِلتُما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة، والذي نفسى بيده إنه الآن لفى أنهار الجنة يتغمس فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>