للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصرما، ساما بحيداه أو كنفا (كعبا أدرما) ادرماه، فَقَالَ أبو هريرة: كان يحدى بنحو هذا ومثل هذا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يعيبه ".

كر (١).


(١) تهذيب ابن عساكر ج ٥ ص ٣٣٤ "رؤبة بن العجاج" واسمه عبد الله بن رؤبة بن أسد بن صخر بن كنيف بن عميرة يتصل نسبه بزيد بن مناه وهو الراجز المشهور من أعراب البصرة وهو مخضرم سمع من أبى هريرة والنساب البكرى، وروى عنه أبو عبيد معمر بن المثنى والنضر بن شميل وخلف الأحمر، وغيرهم وقال: سأل أبى أبا هريرة فقال له ما تقول في هذا:
طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال لبنى وخيال تكتما
قامت تريك رهبة أن يصرما ... ساما بحيداه وكعبا أدرما
قال أبو هريرة: قد كان ينشد مثل هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره وفى لفظ فلا يعيبه وقال عثمان ابن الهثيم: سألت رؤبة عن قوله: ساما بحيداه فقال الصوت التى يغص عليها الخلخال.
وهذا الحديث أنكره ابن معين ودفعه ورده، ولقى أعرابى رؤبة فقال له: ما اسمك فقال رؤبة مهموزة فقال له الأعرابى، والله لولا أنك همزتَ نفسك لنخستك.
قال الرياشى روبة غير مهموز وقال يحيى بن سعيد لعلىّ دع رؤبة بن العجاج فقال له كيف كان فقال أما إنه لم يكذب يعنى في هذا الحديث قال ابن عدى ولا أعلم لرؤبة مسندًا إلا ما ذكرت والذى أشار إليه يحيى بن القطان فقال أما إنه لم يكذب في هذا الحديث وإذا لم يكن له إلا حديث واحد والحديث محتمل فيما كان يحدى بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - بالشعر لم يكن بروايته بأس وقال النسائى: رؤبة ليس بالقوى، وقال العقيلى: رؤبة الشاعر عن أبيه لا يتابع عليه.
ودخل رؤبة على سليمان بن عبد الملك وقد جلس للصحابة وهيأ الجوائز فأنشده:
خرجت بين قمر وشمس ... يا خير نفس خرجت من نفس
فقال له عمر بن عبد العزيز وهو جالس إلى جنب سليمان كذبت ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال رؤبة كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك وأتى بأسرى من أسرى الروم فظهر للناس فجلسوا على مراتبهم وأمر بالأسرى فأحضروا فدفع إلى كل رجل أسيرا ليضرب عنقه فضرب الناس أعناق الأسرى على قدر مراتبهم ولم يبق إلا الشعراء فدفع إلى جرير أسيرا فقتله ثم دفع آخر إلى الفرزدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>