للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥١/ ٢٠٨ - "عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ الله -تَعَالَى- خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعلَهُ دسا "طينًا" حَتَّى إِذَا كان حَمَأً مَسْنُونًا، خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلصَالًا كَالْفَخَّارِ، فَكَانَ إِبْلِيسُ يُمرُّ بِهِ فَيَقُولُ: قد خُلِقْتَ لأَمْرٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَنْفُخُ الله -تَعَالَى- مِنْ رَوحِهِ، فَكَان أَوَّلُ مَا جَرَى فِيهِ الرُّوحٌ بَصَرَهُ وَخَيَاشِمَهُ فَعَطَسَ، فَلَقَّاهُ الله -تَعَالَى- حَمْدَ ربِّه، فَقَالَ الرَّبُّ: يَرْحَمُكَ الله رَبُّكَ، ثمَ قَالَ يَا آدَمُ: اذهَبْ إِلَى أُوَلئِكَ النَّفَرِ فَقُلْ لَهُمْ: فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله، فَجَاءَ إلَى ربِّه، فَقَالَ: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالُوا لَهُ، قَالَ يَا رَبِّ: لَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ قَالُوا: وَعَلَيْكَ الَّسَلامُ وَرَحْمَةُ الله، فَقَالَ: يَا آدَمُ هَذَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ يَا رَبِّ: وَمَا ذُرِّيَّتِى؟ قَالَ: اخْتر يَدَىَّ يَا آدَمُ، قَالَ: أخْتَارُ يَمِينَ ربِّى، وَكلتَا يَدَىْ ربِّى يَمينٌ، فَبَسطَ الله -تَعَالَى- كفَّيْهِ فَإذَا هُوَ كُل مَنْ هُوَ كَائِنٌ مِن ذُرِّيَّتِهِ في كَفِّ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا رِجَالًا مِنْهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ (النُّورُ) وَإِذَا رَجُلٌ تَعَجَّبَ آدَمُ مِنْ نُورِهِ، فَقَالَ يَا رَب: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ يَا رَب: فَكَمْ جَعَلْتَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ؟ قَالَ: جَعَلتُ لَهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ فَأَتِمَّ لَهُ مِن عُمُرِى حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِائَةُ سَنَةٍ، فَفَعَلَ الله -تَعَالَى- ذلِكَ وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا نفِدَ عُمُرُ آدَمَ، بَعَثَ الله -تَعَالَى- مَلَكَ الْمَوْتِ فَقَالَ: آدَمُ أو لَمْ


= تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ٥/ ٢١٦، ٢١٧ في ترجمة (داود بن مراهيج مولى سفيان) ابن زياد من بنى قيس المدينى) حدث عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى، وروى عن شعبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما وروى عن أبى هريرة، وذكر الأثر في الترجمة مع تفاوت يسير.
وقال ابن عساكر: كان المترجم من تابعى أهل المدينة ومحدثيهم وكان قد كبر وافتقر، وثقه سفيان وشعبة، وقال أحمد: هو مدينى صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس به بأس وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث، وقال أيضا: هو صدوق، وقال ابن معين مرة: هو ضعيف، وضعفه شعبة والنسائى.

<<  <  ج: ص:  >  >>