أولها: اعتمادنا على الله، لا نعتمد على ذكائنا، ولا على اجتهادنا، ولا على حسن ما يكون من بعضنا، ولكن نعتمد على الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، يتوكل العبد ويتوكل المؤمن على الحي الذي لا يموت {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان:٥٨] وسبح بحمده، فكفى به سبحانه نصيراً وولياً، فإذا كان الداعية أو الموجِّه أو المربي، بل أنت أيها المسلم في بيتك، في بلادٍ كافرة، أنت داعية بمجرد ما تقول:"لا إله إلا الله" حملت مسئولية هذه الكلمة، فنحتاج منك أن ترسم الإسلام، وتبين صراطه ومنهجه بالعمل مع القول؛ حتى لا يكون الإنسان ممقوتاً عند الله، بأن يكون قوله مخالفاً لعمله.
نحتاج إلى إسلام يترجَم بالأفعال والأخلاق، حتى إذا رآنا أعداء الإسلام قالوا: نعم، هذا الدين ونِعْم الدين! أما أن نتكلم ونتشدق ونحدر الخطب ونقيم الجماعات، ونتفرق إلى جماعات متعددة وشعارات متباينة، وكل منا يدعي أنه هو المسلم الحق، وكلٌ منا في معزل عن أخيه، مع ما فيها من اعتوارٍ ونقص في بعض الأمور التي ينبغي ألا يكون فيها النقص، هذا لا يليق، بل هذا يزيد الجرح اتساعاً، ويزيد الخرق اتساعاً.