إذا عمل الإنسان عملاً صالحاً، فما هي علامات قبول هذا العمل؟ وكذلك إذا تاب، هل هناك علامات لقبول توبته؟
الجواب
أما بالنسبة لأمارات القبول فهو غيبٌ لا يعلمه إلا الله سبحانه، الله وحده هو الذي يعلم من المقبول وغير المقبول، كان علي رضي الله عنه إذا كانت آخر ليلة من رمضان صاح وبكى، وقال رضي الله عنه:(ألا ليت شعري من هو المقبول فنهنيه، ومن هو المحروم فنعزيه) فقد يكون الذنب سبباً لعدم قبول العمل، فنسأل الله أن يتقبل منا ومنك.
انظروا إلى نبي الله الخليل حبيبه وصفيه عليه الصلاة والسلام، لما بنى القواعد من البيت وهو في العمل الصالح يقول:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:١٢٧]، فكان يسأل الله القبول.
ومن أمارات القبول: أن الإنسان يكون حاله بعد الطاعة أفضل من حاله قبل الطاعة.
ومن علامات القبول: أن الإنسان بعد الطاعة يحسُ بانشراحٍ لعمل طاعةٍ للرب، فأنت -مثلاً- إذا تبت إلى الله ثم وجدت بعد ذلك انشراحاً لزيارة أرحامك، فتخرج من صلة رحمك لينسأ لك في أثرك، ويبسط لك في رزقك، ويزاد لك في عمرك، فتخرج تحتسب الأجر من الله، وما أن تفرغ من بر الوالدين إلا وصدرك ينشرح، فبدلاً من أن تذهب إلى بيتك لتذهب إلى محاضرة أو مجلس ذكر أو موعظة، فتجد أن الطاعات تتبع بعضها بعضاً، فلا يزال العبد المقبول يدخل في رحمات الله جل جلاله من بر إلى بر، ومن طاعة إلى طاعة، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل.
ومن علامات قبول الأعمال الصالحة: ظهور آثارها على العبد، فإن الصلاة لها أثرٌ عظيم، ومن ذلك أنها تحفظ صاحبها -بإذن الله- من الفحشاء والمنكر، فإذا خرج المصلي من المسجد يغض بصره عن محارم الله، ويكف لسانه عن أذية المسلمين، ويحفظ فرجه عن حدود رب العالمين، فليعلم أن صلاته -إن شاء الله- مقبولة، تجده بعد فعل الطاعة، إذا جاء دافع الشهوة يقول: أعوذ بالله! أعوذ بالله! فيخشى ويخاف، فمثل هذا يرجى له القبول، ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل، والله أعلم.