أخواتي المسلمات: إن نماذج الصالحات نورٌ في القلوب، ودليل يدل على رحمة علاَّم الغيوب، إنها النماذج الحية التي إذا قرأت المؤمنة سيرهن تذكرت كتاب الله، فكلامهن، وأفعالهن، وأخلاقهن تذكر بالقرآن، فالله الله أن تستبدل المؤمنة الصادقة بتلك السيرة العطرة، والمواقف النضرة سير الماجنات الداعرات! الله الله أن تنسى المرأة المؤمنة تلك النماذج الحية التي تسبقها إلى رياض الجنان.
فيا طالبة الجنة! فيا أيها المؤمنة التي تعلق قلبها بالجنان! ويا أيتها المؤمنة التي ترجو الرحمة من الكريم الرحمن! شمري عن ساعد الجد في زمان الغربة، وجددي مآثر الإسلام في هذا الزمان الذي عظمت فتنته وجلت محنته، جددي مآثرهن بالأخلاق الفاضلة، والآداب الرفيعة.
كم كان بودي أن أبقى معكن في سير الصالحات التي لا تنتهي، في سير أولئك الداعيات المصلحات اللاتي أحيا الله عز وجل بهن قلوب البريات، في سيرة تلك الصالحات الداعيات إلى الله والمحتسبات للأجر عنده، ولكن ضاق الوقت، وأرجو من الله عز وجل أن يجعل فيما مضى الخير والبركة، وليست العبرة أن نذكر سيرهن، وليست العبرة أن نقص أخبارهن، ولكن العبرة كل العبرة أن يترجم أمثالكن يا معشر المؤمنات الصالحات، ويا معشر التائبات العابدات، ويا معشر المنيبات القانتات، أن تجددن تلك المواقف، وأن تترجمن هذه السير وهذه المواقف إلى حياة عملية، فنضر الله عز وجل وجه امرأة أحيت تلك السيرة الفاضلة، ودعت إلى تلك المواقف المشرفة، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكثر سواد الصالحات في الأمة، وأن يثبت قلوبهن على الطاعة والملة.
اللهم ثبت قلوب نساء المؤمنين على طاعتك يا رب العالمين، اللهم أعذهن من شرور أهل الفتن وأهل المحن، وأسمعنا عنهن كل خير وكل فضل وبر، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين.