عليك أن تعلم أن الموعظة أحب الكلام إلى الله جل وعلا، فالله يقول:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}[فصلت:٣٣] فإذا أردت أن تعظ أسرتك المسلمة، فاعلم -أنك إذا كنت واعظاً- أن الكلام الذي تقوله هو أحب الكلام إلى الله جل وعلا، فإذا علمت أنه أحب الكلام إلى الله سبحانه وتعالى عظُم صبرك وتحمُّلك، فإذا سمعت كلمةً نابية أو رأيت صدوداً أو إعراضاً فلا تيأسن.
فمهما رأينا من الفتن التي أحاطت بأبنائنا وبناتنا، ومهما سمعنا من الحوادث والملهيات والمغريات، فإنا صابرون وعلى ربنا متوكلون وإنا على الصبر مرابطون، فتوكلوا على الله، وعليك أن تكرر النصيحة والموعظة، فالله يكتب أجرها ويحب سماعها، ولن يضيع عند الله ثوابها {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}[الكهف:٣٠] فاصبر رحمك الله ولا تيأس ولا تعجز.
واعلم أن قلب ابنك موقوف على رحمة من الله يهدي بها قلبه، فاجتهد في الدعاء في سجودك وتهجدك، وفي ليلك ونهارك، وصبحك ومسائك أن يهدي الله ذريتك، أَكثر من الدعاء لأبنائك وبناتك، فمهما رأينا أو سمعنا من أبنائنا وبناتنا، فلنستعن بالله ربنا، ولنعلم علم اليقين أن الله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولنعلم علم اليقين أن الكلمة أو الموعظة الصادقة كمثل شجرة:{كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}[إبراهيم:٢٤ - ٢٥]، فاجتهدوا -رحمكم الله- واصبروا وصابروا واعلموا أن الله سبحانه وتعالى معين لمن استعان به، ومؤيد لمن استنصر به، فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمدنا بعونه وبتوفيقه، وأن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، إنه ولي ذلك، وهو رب العالمين.