هذه رسالة من سائل يطلب توجيه كلمة فيها تذكرة للغافلين والغافلات تخوفهم بالله رب العالمين من الخيانة الزوجية، حتى لا تنهدم بيوت المسلمين، وجزاكم الله خيرا؟
الجواب
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فجزاك الله خير الجزاء بما سألته وطلبته.
إخواني في الله: إن الله تبارك وتعالى أوجب على عباده المؤمنين وفرض على عباده المتقين أن يحصنوا فروجهم بتحصين الله، وأن يعفوا أنفسهم عن الحرام الذي لم يأذن به الله، فالرجل إذا أكرمه الله عز وجل بفراش الزوجية فقد أحصن، فحرام عليه أن يطأ امرأة لا تحل له، وقد ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:(لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد من نار أهون عليه من أن يمس امرأة لا تحل له) فكيف بمن جامع؟! وكيف بمن استحل محل أخيه؟! وكيف بمن أفسد فراش مؤمن؟! وكيف بمن أفسد دين مؤمنة؟! أحبتي في الله: إن الزنا والخيانة في الزوجية جريمة عظيمة توجب غضب الله وسخطه خاصة من المرأة، فإن المرأة إذا مكنت من فراشها، وسهلت للزاني البغيِّ الاعتداء عليها، فإنها قد خلطت الأنساب، وآذت الله رب الأرباب، ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله أغير من أن تزني أمته أو يزني عبده) والله ما من امرأة زنت فخلطت فراش زوجها، وخانت في فراش بعلها، فولد لها من ذلك الزنا ولداً أدخلته عليهم وغريباً أوجدته بينهم، إلا حملت أوزاره، وباءت بإثمه والعياذ بالله.
وويل ثم ويل لذلك الباغي الذي لم يخف الله في فراش أخيه، فتسلط على عورة مؤمن من المؤمنين، فأفسد عليه فراشه، وأراق في ذلك الفراش الماء! لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل حينما وطأ المسبية، وهي حل له أن يطأها، ولكن بعد استبرائها، فاستعجل فوطأها قبل استبرائها، فقال صلى الله عليه وسلم:(أيغذوه في سمعه وبصره، لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه إلى قبره).
الزنا جريمة من الجرائم، ومصيبة من المصائب، ولذلك أخبر الله تبارك وتعالى أنه فاحشة ومقت وساء سبيلا، فما زنا رجلٌ ولا زنت امرأة إلا مقتا من الله عز وجل، وأظلم نور الطاعة في وجهه ووجهها! حرام على كل مؤمنة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تدخل على فراش زوجها غريباً يستمتع بالحرام الذي لم يأذن الله أن يستمتع به! حرام على كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تطلع إلى عورات توجب وقوعها في السيئات والفواحش والمنكرات! إن المؤمنة لها من خوف الله وخشيته ما يردعها عن حدود الله تبارك وتعالى.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يسلمنا ويسلمكم، وأن يطهر الفرش لنا ولكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.