السبب الثاني من أسباب المشاكل التي تقع بعد الزواج: سوء الظن بين الزوج والزوجة؛ الزوج يدخل إلى بيت الزوجية ولا يحسن الظن بامرأته إما في معاملتها أو في تصرفاتها، فإذا كان من هذا الصنف الذي لا يحسن الظن بزوجته فإنه سرعان ما يفتح على نفسه وعلى غيره باب المشاكل، وقد تنشأ المشاكل العظيمة التي قد تفتك بأسرة الزوج وكذلك أسرة الزوجة بسبب سوء ظن أحد الزوجين بالآخر، إذا تصرفت الزوجة وأخطأت أي خطأ فسره الزوج على أنها تكرهه وعلى أنها تبغضه، ولا يلتمس المخرج، ولذلك ينبغي -إذا كنت حكيماً تريد العافية من المشاكل- إذا رأيت الخطأ من الزوجة فأنت تحمله المحمل الحسن، وإذا بلغ الأمر أقصاه وأصبح الإنسان لا يجد مخرجاً فليقل: زلة غفر الله لي ولها، هذا أقصى ما يكون، فإن الله عز وجل بشر العافين عن الناس بخير عظيم، وإذا لم يكن العفو عن الأهل فعمن تعفو؟ إذا لم تتسع صدورنا عن زلات الزوجات والأهل فلمن يتسع الصدر؟ فإذا لم تتسع الصدور للقرابة فلمن تتسع؟ ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حينما أوصى بالنساء خيراً، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(استوصوا بالنساء خيراً).
فمن حفظ وصية رسول الله حفظه الله تبارك وتعالى، ومن ضيع وصية الله ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيعه الله، فينبغي للرجل أن يصبر على زوجته وأن يتحمل أذاها، وأن يذكر أن عند الله عز وجل له جزاءً.
فإذا ساءت ظنون الزوج وساءت ظنون الزوجة بزوجها فتح كل واحد منهما على الآخر باب المشاكل وعانى منها.
وعلاج ذلك أن نترسم هدي الكتاب حينما نهانا عن إساءة الظن بالمؤمنين، فقال جل وعلا في كتابه المبين:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات:١٢] قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية الكريمة: في هذه الآية دليل على أن المظاهر ليست قطعية الدلالة على الجواهر، فقد ترى من المرأة تصرفاً عجيباً لكن هذا التصرف لا ينمي على أنها قاصدة السوء، والعكس بالعكس كذلك أيضا.