أوصيك -أيها الشاب- ونفسي بتقوى الله، وأن تعلم أن الله جل وعلا إذْ أنعم عليك بحياة الوالدين فقد يسلبك هذه النعمة عاجلاً أو آجلا، فاغتنم وجود الوالدين، فكم -والله- من قلوب تفطَّرت على فَقد الأب والأم! إن الله جعل لك بابين من أبواب الجنة، وبابين من أبواب الرحمة، فاغتنم وجود الوالدين، وأقبِلْ بجدٍّ وإخلاص ومثابرة على إدخال السرور عليهما، وحسن البر بهما، واللطف معهما، ولعلَّ الله جل وعلا أن يُخْرِج من ألسنتهما دعوة صالحة تكون سبباً في سعادتك في دينِك ودنياك وآخرتِك.
فاحتسب عند الله الأجر في إدخال السرور عليهما، وأحسن إليهما ولا تسئهما، وأكرمهما ولا تهنهما، وارفعهما ولا تضعهما، وكن على أحسن ما يكون الابن مع والديه.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن بر، وأن يعيذنا وإياكم من العقوق.