هذا يختلف باختلاف الأشخاص، وينبغي لطالب العلم أن يكون علمه في صدره، وبعض العلم الذي يُلقى بدون تحضير قد يكون فيه من الفتح ما لم يكن في المحضر، فإن كان عنده أهلية وقدرة ووفقه الله عز وجل للأخذ بأسباب النجاح في الإلقاء فليتوكل على الله، أما إذا كان ضعيف الشخصية ولا يستطيع أن يتكلم إلا بتحضير فلا يتكلم بل يسكت؛ لأنه لا يأمن من التلعثم أمام الناس، فمن تعود على أن يعظ الناس من ورقة فلا يحرج نفسه ويحرج المقام الذي يقومه، فقد كان بعض العلماء والمشايخ إذا لم يحضر درسه لم يلقه؛ لأن الدرس يقوم على التحضير وقد تعوَّد هو على التحضير، وبعضهم يلقي بدون تحضير، فالبعض يكون مستحضراً متمكناً من علمه، والله تعالى يقول:{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[النساء:١٦٢] وهذا يدل على أن أهل العلم منهم من يكون فيه رسوخ في العلم، والرسوخ في العلم أي: ثبات القدم فيه، ولا يكون ذلك إلا بتوفيق الله عز وجل ثم سعة العلم حتى يكون به على بصيرة، أشار الله إلى هذا المعنى بقوله:{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي}[الأنعام:٥٧].