المقدم: أما الآن فمع مسك الختام ومع شيخنا الذي رغم كثرة مشاغله، ورغم كبر السن، إلا أنه أبى إلا أن يكون قلبه قلب شاب، ومن نشأ في طاعة الله أمده الله بعونه وأمده الله بتوفيقه، والله إذا رأيته خاصة عندما تراه في أراضي الجهاد يتنقل مع الشباب وكأنه لم يتجاوز العشرين، وإذا جئت إلى محاضرة وجدته، وإذا جئت إلى درس وجدته، ويذكرني ذلك بما نقل عن المحب الطبري: أنه كان ذات مرة قريباً من الشاطئ، فقبل أن يصل القارب إلى الشاطئ قفز قفزةً لا يقفزها كثير من الشباب، فلما قالوا له: يا شيخ! قد بلغت من السن قرابة الثمانين فما الذي قواك لمثل هذا؟! فقال: تلك جوارح حفظناها لله في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر.
أيها الشباب خذوا درساً من هذه الكلمات، ويذكرني كذلك بالصحابي ابن الجموح الذي أقسم أن يطأ بعرجته الجنة، وبغيره رضي الله عنهم وأرضاهم، ومع الشيخ: محمد بن سليمان الشيحة ليتكلم دقائق عدة، نختم بها هذا المجلس فليتفضل جزاه الله خيرا.