عليّ ديون لإخوة لي في الله، ولست مطالباً بتسديدها في وقت معين, بل إن بعضهم أعطاها دون أن يفكر في أن ترجع إليه, وأنا أريد الحج فما الحكم وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
من كان عليه دين فلا يجوز له أن يحج إلا بعد أن يستأذن صاحب الدين, ولكن إذا كان الدين أقساطاً على الشهور وأدى الإنسان قسط آخر شهر كذي القعدة فإنه يجوز له أن يحج, ولذلك لا يجب الحج على المديون, لأنه لم يستطع إلى البيت سبيلاً, وإنما يجب على من يجد فضلاً عن قوته من زاد وراحله, فالمقصود أنك لا تحج إلا بعد استئذانهم.
وأما ما ذكرته من أن بعضهم لا يفكر في رجوعه فإياك أن تتساهل في الدين, إذا أخذت أموال الناس فلا يغرك اليوم أنه لم يبالِ بك ولكن خذها وفي عقيدتك أن تردها, قال صلى الله عليه وسلم:(من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه, ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) فإياك أن تأخذ الدين وأنت تفكر ألا ترده, ولذلك نفس المؤمن مرهونة بدينه, حتى إن الشهيد يستشهد في سبيل الله فيحبس ويرهن -قيل: عن النعيم في قبره- حتى يؤدى الدين عنه, ولذلك لما تحمل أبو قتادة الدينارين, قال:(يا رسول الله، هما عليّ قال: فما زال يلقاني النبي صلى الله عليه وسلم في سكك المدينة ويقول: أديت عنه؟ فأقول: لا بعد, حتى لقيني يوماً فقال: أديت عنه؟ قلت: نعم, قال: الآن بردت جلدته) أموال الناس عظيمة, ولذلك جعل الله حرمة المال كحرمة الدم, فإياك أن تتساهل في الدين, وأن يكون همك قبل أن تنام أن تفكر دائماً في سداد الدين, ولذلك استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) فاستعن بالله عز وجل في أداء حقوق الناس, ونسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم الخلاص من حقوق العباد والله أعلم.