أطلب من فضيلتكم موعظة لي ولإخواني عن معاصي السر، فإني أحس أني من الراسخين في النفاق، وإني أحب الله ورسوله فادع الله لي بالخير والثبات والإعانة على طلب العلم؟
الجواب
ما ذكرته -أخي في الله- من بلاء السر، فإن الله عز وجل قد يبتلي الإنسان ببعض المعاصي والذنوب الخفية التي بينه وبين الله عز وجل، ولذلك لا يكون الإنسان خائفاً من الله حقيقة الخوف ويخشى الله عز وجل حقيقة الخشية إلا في مثل هذه المواطن، وليس هناك أحد منا إلا وبينه وبين الله هنات وزلات، وعورات وخطيئات، ولكن تذكر قدرة الله وسلطانه عليك ونعمته التي أسداها إليك واجعل ذلك شعوراً يدعوك إلى الحياء من الله والخجل، والخوف من الله تبارك وتعالى والوجل.
إذا أُرخيت عليك، الأستار وغابت عنك الأنظار، فاعلم أنه لم يغب عنك نظر العظيم القهار، ولو أن إنساناً استشعر عظمة الله عز وجل وهو يقارف الذنوب ويتلبس بالعيوب لهانت عليه شهوته، ولذلت عليه معصيته، والمعين والمثبت من ثبته الله، نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا وإياكم الخشية الصادقة، فإن العلماء يقولون: الخشية الصادقة هي خشية الغيب، وأما خشية الشهادة فهي خشية يشترك فيها كثير من الناس، ولكن الخشية الصادقة هي الخشية التي تكون بالغيب، حينما تتيسر لك المعصية، وليس لك عليها حسيب ولا رقيب إلا حسيب الله العليم المجيب، نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووجهه الكريم أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، ومن أهل خشيته في الغيب والشهادة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.