أجلس مع أناس أحسبهم صالحين ولكن يتعارض جلوسي مع ما يريد والدي أو والدتي ماذا أفعل أثابكم الله؟
الجواب
إذا أمر الوالد ابنه أن يجلس في البيت لحاجة أو سأله أن يذهب لحاجة وتعارض ذلك مع مجلس علم أو نحو ذلك من خصال البر؛ فإنه يقدم بر أبيه على الجلوس في مجلس العلم، وهذا أمر واضح بين من خلال النصوص، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جريجاً العابد فإنه لما نادته أمه وهو في الصلاة قال: يا رب! أمي وصلاتي؟ فنادته فقال: يا رب! أمي وصلاتي؟ فنادته في الثالثة فقال: يا رب أمي وصلاتي، فدعت عليه وقالت: اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات -يعني: الزانيات والعياذ بالله- ففتن في دينه حتى عصمه الله تبارك وتعالى من فتنته كما ثبت في صحيح مسلم.
ولذلك ترجم له الإمام النووي وغيره باب إذا دعاه والداه وهو في صلاة النفل وجبت عليه إجابتهما، يقطع الصلاة النافلة ويجيبهما، هذا في صلاة النفل وهي مقام الإنسان بين يدي الله وهو في طاعة من أجل الطاعات يقطعها من أجل إجابة والديه، فكيف إذا كان إنسان في أمر من فضائل الأمور في مجلس علم أو غيره، فلذلك يقول العلماء: إن الإنسان يقدم حاجة أبيه وأمه على مجلس العلم شريطة ألا يكون ذلك العلم فرضاً ولا يمكنه التوفيق بين الأمرين، والله تعالى أعلم.