للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الموعظة أجر مستمر]

ومن ثمرات المواعظ: أنك ما ذكرت موعظة فسمعتها أذن وعملت بها جارحة إلا كُتب لك أجر صاحبها، وأن هذه الموعظة إذا تعلمها أحد، فعلّمها غيرك كان لك مثل أجره وأجر من اهتدى بها إلى يوم القيامة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من دعا إلى هدى، كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص من أجورهم شيء) الله أكبر! ما أعظم آثار هذه المواعظ، وما أعظم أجرها وخيرها وبركتها عند الله سبحانه! ولذلك شرف الله المواعظ حتى شرّف مجالسها، فمن خرج من بيته إلى مجلس موعظة وذِكر، وإذا خرج المؤمن من بيته إلى محاضرة ومجلس ذكر أو موعظة أو إلى خطبة يريد وجه الله، كُتبت له خطواته، ووضعت الملائكة أجنحتها له رضاً بما يصنع، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع) فمن يذهب إلى المواعظ فهو طالب علم، لأنه يريد أن يعلم من هو الله، وكيف يطيع الله، ويريد أن يعلم أين سيبل الله، فكم من مذنب خطّاء كثير الخطأ جاء إلى المواعظ لكي يُدل على الله ويُهدى إليه، فبشّره الله عز وجل برحمته، فأصبح سعيداً من ذلك المجلس إلى يوم القيامة، وهذا فضلٌ من الله ومن بركات وفضائل مجالس المواعظ.

ومن فضائل المواعظ: أن الله زكاها وشرفها، حتى إن العبد إذا حضر مجلس الذكر مرّ وجلس حتى ولو لم يقصد مجلس الذكر، إذا مر وجلس في مجلس الذكر؛ غفر الله له ذنوبه، وهذا فضلٌ عظيم، وخيرٌ كبير، فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم خذ بنواصينا لما يُرضيك عنا، واجمعنا مع الأنبياء والشهداء والصالحين، إنك ولي ذلك، وأنت أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين.