إني أمازح والديَّ وأضحكهما وأرفع صوتي عندهما، وأعلم أنه يدخل السرور على قلبيهما، فهل عليَّ من حرج؟ وما ضابط المزاح مع الوالدين؟
الجواب
من الحياء أن الإنسان لا يستطيع أن يمزح مع والديه، لكن إذا كان الوالد هو الذي يؤذي وهو الذي يمزح فتذل له فلا بأس، أما أن تأتي أنت وتمزح معه وتبدأه، فهذا أمر من الصعوبة بمكان، لكن إذا هجم عليك ومازحك وليس باليد حيلة فما حيلة المضطر إلا ركوبها، فعندئذٍ لا حرج أن تمازحه إذا ما غلبت على أمرك.
وقد رخص العلماء في مزح الولد مع والده، وأنه لا حرج عليه في ذلك، لا سيما إذا علم أنه يدخل السرور عليه، ولكن الأفضل والأكمل أنه لا يبتدئ المزاح؛ لأن في ذلك إسقاطاً للهيبة، وذهاباً للحرمة، وقلَّ أن تمزح مع أحد كائناً من كان إلا وكان له بعض الأثر في نفسك.
وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها تشريعاً للأمة، فالأكمل والأفضل أن الإنسان يحفظ لوالديه الهيبة، ويحرص قدر المستطاع أن يعوض عن هذه الكماليات بما هو أكمل وأفضل من القيام بحقيهما والرعاية لهما، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا ذلك الرجل، والله تعالى أعلم.