للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضيلة العلم الأخروي على العلم الدنيوي]

السؤال

ما جاء في وصف العلماء في القرآن هل ينطبق على أصحاب العلم الدنيوي؟

الجواب

لا.

العلم إذا ذكر تشريفاً وتكريماً هو العلم الأخروي: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:٢٨].

وأما بالنسبة للعلوم الدنيوية فيوصف صاحبها بكونه باحثاً، ويوصف بعلمه الذي هو فيه، وأما بالنسبة لمن قال: العلم لكل من هب ودب، فهذا فيه انتقاص لشرف العلم، العلم الذي أثنى الله عليه ورفع قدره هو: العلم الأخروي، الذي هو قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما أن تكون منزلة علماء الدنيا كعلماء الدين فلا!! يأبى الله ورسوله وعباده المؤمنين، وهؤلاء لهم فضل، فنحن نقر للأطباء بطبهم، وللمهندسين بهندستهم، وكل من كان له علم فيه منفعة ومصلحة نقر له بفضله فيه، لكن بالنسبة للذي له شرفه وله مكانته، والذي أثنى الله عليهم ورسوله هم علماء الدين.

وأما علم الدنيا فهذا من الأمور التي تكون بحالها وبحسبها، يقال: هذا طبيب ويبين فضله في علمه، أما أن يوصف بكونه عالماً لا، العلم إذا أطلق كان العلم الأخروي، ولذلك قال الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الروم:٧]، فوصفهم بكونهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا: {وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:٧] وهذا في قومٍ ليسوا على إيمان، ومع ذلك من الأمور التي استوى فيها العلماء الآن أن يقال: لفظ العالم والمهندس والطبيب على مرتبة واحدة وهذا خطأ.

وبعضهم يقول: لا، هؤلاء علماء، فيقال: علماء الطب، وعلماء الهندسة، وهذا غير صحيح يقال للأطباء بطبهم ويوصفون بطبهم، لكن العلم إذا أطلق بين المسلمين ينبغي أن تصان هذه الكلمة وتحفظ؛ لأن العلماء لهم هيبة ولهم مكانة، والسلف الصالح من القديم على هذا، إذا قيل العالم فمعروف من هو العالم.

لأنه كان هناك الأطباء وكان غيرهم من علماء الدنيا، وهذا لا ينقص العلوم الدنيوية في نظر الإسلام، خطأ أن يظن أحد أننا إذا قلنا هذا الكلام كأننا ننتقص من العلوم الدنيوية، إنما نقول: إن العلم الأخروي له ميزة في شريعتنا وله مكانة عند أهل العلم وعند المسلمين، لا ينبغي أن يسوى العالم الديني بالعالم الدنيوي، شتان ما بينهما، ولذلك يختص هذا العلم بالعلم الديني، وهو الذي عنى الله عز وجل أهله وسماهم وشرفهم.

جعلنا الله وإياكم منهم.