أحبتي في الله: من هذا كله نخلص إلى أهمية هذا الموضوع، أهمية طرحه، ومناقشته، أهمية فتح أبوابه لكي نعرف خباياه ولنأخذ من ذلك المعين الطيب المبارك؛ من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الدواء وأي الدواء، والعلاج وأي العلاج من {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[هود:١] من كتاب مبارك أنزله الله لكي نتدبره ونعرض عليه همومنا وغمومنا، فوالله ما من أمة أصابها حزن أو أصابتها مصيبة في دينها فعرضتها على كتاب ربها إلا وجدت علاجاً صالحاً لدائها وبلائها.
والسؤال ما هذه المشاكل؟ وكيف سيكون حديثنا عنها؟ لي في هذه المشاكل ثلاث نقاط: النقطة الأولى: ما هي أسباب هذه المشاكل؟ والنقطة الثانية: ما هو علاجها ودواؤها؟ والنقطة الثالثة: كيف يتصرف الزوج؟ وكيف تتصرف الزوجة؟ وكيف يتصرف القريب والصديق إذا بلي بإنسان بلي بهذه المشاكل؟ ومن الله أستمد العون والتوفيق.
أما المسألتان الأوليان ما هي أسباب المشاكل، وما هو علاجها في كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأجمعهما في حديث واحد.
هذه المشاكل كل من نظر إليها وتدبر فيها وجدها ترجع إلى سبب واحد، جميع المشاكل الزوجية إذا تدبرت فيها ونظرت إليها نظرة المتأمل وجدتها تعود إلى سبب واحد، هذا السبب منه تولدت ومنه خرجت ونشأت، وما هو هذا السبب؟ هذا السبب هو: الإعراض عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي عناه الله تبارك وتعالى بقوله:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}[طه:١٢٤] وعيد من الله، ما من عبد يريد الزواج أو يقع في الزواج وينحرف عن هدي الكتاب والسنة إلا أذاقه الله من الحياة الضنكة على قدر إعراضه عن كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لقد أدب الله الزوجة وأدب الزوج في القول وأدبهما في العمل، ورسم منهجاً سوياً وطريقاً قويماً وصراطاً مستقيما لا يضل ولا يزيغ عنه إلا هالك.