الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: أحب في الحقيقة أن أذكر الإخوان جميعاً بأمرٍ مهم لابد من العناية به، خاصةً في هذه الأيام، وهو ما أصاب إخواننا الألبان في كوسوفا، وهم الآن في أشد الحاجة إلى معونة إخوانهم المسلمين، والوقوف معهم، فإن الله جمع بالإسلام بين المسلمين، وألّف بين أرواحهم، وجعلهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ومن كمُل إيمانه وإسلامه كان مع أخيه كالجسد الواحد، يتألم بآلامه! ويفرح بأفراحه! وإن المسلم ليأرق ويتألم وهو في مشرق الأرض لأخيه في مغربها؛ لأن أخوة الإسلام أعز من أخوة النسب، وأعز من كل أخوة، وإن الله ليرضى عن المسلم الذي تدمع عينه، ويتقرح قلبه لإخوانه المسلمين؛ لأن هذا الألم والحزن يدل على كمال الإيمان والرحمة التي أودعها الله في القلوب، ومن رحم أخاه المسلم رحمه الله في الدنيا والآخرة.