ما هو البرنامج العملي للمسلم حتى يكون مستغلاً وقته في كل وقت وفي كل حين؟
الجواب
أما البرنامج العملي الذي إذا فعله الإنسان كان من أسعد الناس وأحظ الناس كسباً لوقته وحاز رضا الله عز وجل فهو يتلخص في جملتين: الأولى: لا يراك الله حيث يحب أن يفقدك.
الثانية: لا يفقدك الله حيث يحب أن يراك.
أمران: لا تكن في موضع يحب الله أن لا يراك فيه، وتحب أن تقدم على الله في الآخرة وأنت سالم من هذا المرض، ولا يفقدك في موضع يحب أن يراك فيه.
أما أن أضع لك برنامجاً عملياً في الأقوال والأعمال، فهذا من الصعوبة بمكان، فالناس يختلفون، فالعامي ليس كطالب العلم، وطالب العلم ليس كالعالم، ثم العامة أنفسهم على مراتب، فوضع برنامج معين من الصعوبة بمكان، ولكن كلمة واحدة:(اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها).
واحفظ وصايا الله التي أوصاك بها فيما بينك وبينه، ووصايا الله التي أوصاك بها فيما بينك وبين عباده، ووصايا الله التي أوصاك بها سراً وعلناً، ليلاً ونهاراً، إذا فعلت ذلك فهذا هو البرنامج الذي يرضي الله عنك، وكله ينحصر في هاتين العبارتين التي عبر بها بعض السلف في تحصيل التقوى فقال: لا يفقدك حيث يحب أن يراك، ولا يراك حيث يحب أن يفقدك.
وكل ساعة مرت عليك تذكر لو أنك واقف بين يدي الله هل يسرك أو يسوءك أنك جالس هذا المجلس، فإن كان يسرك فاجلس رحمك الله وطاب مجلسك، وإن كان يسوءك فقم عن ذلك المجلس لوجه الله، خائفاً من عذاب الله، والله تعالى أعلم.