[من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس]
السؤال
والدي تارك للصلاة ووالدتي عكس ذلك ولله الحمد، وعندما استقمت أنا وهداني الله علمت أن هذا خطأ عظيم، ولا بد من الفراق، فنصحت والدي عدة مرات بالصلاة وبينت له عظم هذا الأمر، ولكن رفض وأبى حتى وصل الأمر إلى طلبت والدتي منه الطلاق ولكنه رفض، فأوصلت الأمر إلى المحكمة وتم الفراق ولله الحمد، ولكن من ذلك اليوم ووالدي يقول: قد تبرأت منك؛ لأنك هدمت المنزل، وحاول بشتى الوسائل إيذائي، ولكن ما زال الأمر على ذلك وهو دائم الدعاء عليَّ، وحاولت عدة مرات أن أدخل الأقارب في هذا ليكون صلحاً ولكن لم يزل الأمر كما هو، أرشدني أثابك الله لما فيه الصلاح والصواب؟
الجواب
أولاً: أما أنت فقد عاملت الله ومن عامل الله فإنه لا يخيب، فمفاتيح الدعاء وأبواب السماء بيد الله جل جلاله، ولو دعا عليك آناء الليل وأطراف النهار وكان الله معك فإنه لا يضرك دعاؤه بإذن الله، ولو أصابتك منه دعوة فإن الله يعظم بها أجرك ويرفع بها قدرك ويحسن العاقبة لك، فأبشر بخير، فوالله ما عامل عبد ربه فخاب يوماً من الأيام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس) فأنت أرضيت الله مع سخط أقرب الناس إليك، ولم تبال مع وجود القرابة ووجود الصلة أن تصدق مع الله حتى أقمت حكم الله عز وجل، ولا شك أن الرجل الذي لا يصلي بالكلية لا يحل لمرأة أن تبقى تحته، فيجب عليها أن تطلب الطلاق وأن تسعى في فكاك نفسها، فإما أن يستقيم على شرع الله وإما أن تتركه والله يعوضها خيراً منه.
الأمر الثاني: ما فعلته من طلب الصلح والأخذ بالأسباب من كونك سألت القرابة أن يدخلوا بينك وبينه فقد أخذت بالأسباب، فاستدم ذلك فلعل يوماً من الأيام أن ييسر الله لك الأمر، وأن ييسر لك هذا الذي تطلبه، فيشرح صدر أبيك فيصبح محسناً لا مسيئاً إليك، فلا تيأس من روح الله، فإن الله تعالى معك ويعينك، فأحسن الظن بالله جل وعلا، وإني لأسأل الله العظيم أن يعجل بتفريج كربتك، وأن يرزقك رضاهما، وألا يتوفاهما إلا وهما راضيان عنك، بيض الله وجهك وجزاك الله خيراً، والله تعالى أعلم.