[حكم كشف الطبيبة على الرجال والطبيب على النساء ونصيحة للنساء]
السؤال
نريد منك نصيحة للنساء أو موعظة.
وهل يجوز للطبيب أن يكشف على المرأة؟ وهل يجوز للطبيبة أن تكشف على الرجل؟
الجواب
باسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فأما ما ورد في السؤال من حكم كشف المرأة على الرجل وكشف الرجل على المرأة فإنه إذا وجدت الحاجة فلا حرج في ذلك، وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر النساء بخروجهن معه في الغزوات، قالت أم عطية رضي الله عنها كما في الصحيح:(كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نداوي الجرحى ونسقي المرضى).
لا حرج في كشف الرجال على النساء والعكس إذا وجدت الحاجة، أما إذا وجد الطبيب من الرجال للرجال، ووجدت الطبيبة من النساء للنساء، فحرام على المرأة أن تذهب إلى الرجل، وحرام على الرجل أن يذهب إلى المرأة، فلا يجوز كشف الرجال على النساء، ولا كشف النساء على الرجال إلا من ضرورة وحاجة، وتتحقق الضرورة أولاً بوجود المرض، وبوجود الشكوى من المريض، أما إذا لم توجد الشكوى وكان الفحص فحصاً فضولياً أو كمالياًَ فإنه لا يجوز لها أن تكشف ولو لم تجد رجلاً.
الأمر الثاني بعد وجود الحاجة: أن تؤمن الفتنة من ذلك الكشف، فيكون الكشف بالوجه المعروف الذي أذن الله عز وجل فيه، فيكشف الطبيب عن المحل المحتاج لعلاجه، ويتقيد بالنظر على قدر الحاجة دون زيادة في الزمان ودون توسع في المكان، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة إذا كشفت على الرجل، أما إذا وجد البديل فإنه كما قلنا يحرم على الرجال أن يكشفوا على النساء ويحرم على النساء أن يكشفن على الرجال.
أما ما سألتيه من تذكير أخواتك المسلمات فاعلمي أختي المسلمة أن الله يرضى لك الطاعة ويكره لك المعصية، استقيمي على طاعة الله فإن الله يحب المطيعين، وأكثري من ذكر الله فإن الله يحب الذاكرين، وخذي بخصال الخير التي توجب رحمة الله وأعظمها بر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى ما عندك من الأبناء والبنات، قال صلى الله عليه وسلم:(من ابتلي بشيء من هذه البنات فرباهن فأحسن تربيتهن، وأدبهن فأحسن تأديبهن إلا كن له حجاباً من النار) فأحسني إلى أبنائك وبناتك، واتقي الله في ليلك ونهارك، وأحسني إلى بعلك، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة:(فأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ؛ دخلت الجنة) فأحسني إلى البعل وأكرمي العشير، فما رأيت من خير فاحمديه، واشكري الله عز وجل على ما كان منه من خير، وما رأيت من شر وسوء فاستريه لعل الله أن يسترك في يوم تنكشف فيه السرائر والفضائح.
أحسني إلى الجيران فقد قال صلى الله عليه وسلم:(لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة) أحسني إلى الجيران بالإحسان إليهم بالمال بالإحسان إليهم بالدعوة إلى الخير بستر عوراتهم وتفريج كرباتهم، واحتسبي عند الله الجميل.
الوصية الأخيرة: أن تكفي اللسان، فإن اللسان مطية إلى النيران:(قال: يا رسول الله! أو إنا مؤاخذون بما نقول؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!) أمسكي عليك اللسان، وإياك والقيل والقال، وما اشتمل عليه من الغيبة والنميمة، ولا تلمزي إماء الله، واتقي الله عز وجل في أخواتك المسلمات وثبتي القلوب على الطاعات تستوجبي من الله جزيل المكرمات والله تعالى أعلم.