[فضيلة إنفاق الحاج على نفسه وجواز إنفاق الغير عليه]
السؤال
داعية طلبت من إحدى الحملات أن تكون مشرفة معهم في هذه الحملة، وتقول: إنها رصدت مبلغاً من المال لحج هذا العام وقد عرضوا عليها أن تحج معهم مجاناً، فما هو الأفضل أن تحج معهم بمالها هذا أم تستخدمه في شيء آخر نافع؟
الجواب
أسأل الله العظيم أن يعظم أجر الأخت السائلة وأمثالها من الصالحات نحسبهن ولا نزكيهن على الله، فلا تزال الأمة بخير مادام فيها النساء الصالحات، وفي النساء خير كما في الرجال، ولاشك أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وعد بالأجر المؤمنين والمؤمنات، وأثنى في كتابه على الصالحين والصالحات، وزكى من فوق سبع سماوات قلوباً خشعت له سُبْحَانَهُ من المؤمنات {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء:٣٤] فشهد الله من فوق سبع سماوات أنهن صالحات وقانتات وحافظات، فهذا فضل عظيم على الأمة أن يوجد في نسائها من يخاف الله ويتقيه خاصة في هذه الأزمنة، فنسأل الله العظيم أن يكثر من أمثالها.
أما الأمر الثاني أختي السائلة: فالخروج إلى الحج مع الرفقة الصالحة من الرجال والنساء معونةٌ على ذكر الله وطاعته، وإذا طُلب منك أن تحجي فلا تحجي إلا بمالك ولا تؤثري غيرك بالنفقة، فإذا كنت في حملة فقولي لتلك الحملة: أدفع كما يدفع غيري، ولا تجعل الداعية ولا يجعل الداعي ولا طالب العلم أجر علمه ونصحه أن يركب معهم فيطعم من طعامهم ويأكل من أكلهم، لا، إنما يجعل أجره لله والدار الآخرة:{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}[سبأ:٤٧] وقال الله عن أنبيائه: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:١٠٩] فأجر كل من يدعو إلى الله على الله سبحانه وتعالى، فأوصيكِ أن تقولي لهم: إما أن أدفع كما يدفع غيري، وأنت إذا قلتِ لهم ذلك إن شاء الله سيعينونك على هذا الخير، وأما بالنسبة للمبلغ الذي رصدتيه وأنت تنوين الخير والبر، فكما ذكرنا تبدئين بنفسك وتحرصين على أن يكون هذا الخير لك، لأنه لا إيثار في القربات، وتحجين معهم، إذا كان ذلك يعينك على الخير والبر وفيه معونة للغير على الخير، نسأل الله العظيم أن يتقبل من الجميع، والله تعالى أعلم.