عندي حالة لا تعجبني، وهي: أن الخشوع لا يأتيني في الصلوات المفروضة، ولكني أحس به أحياناً في أداء النوافل؟
الجواب
أما الخشوع في الصلاة فهو لذتها وحلاوتها، وليس للإنسان إلا ما عقل من صلاته، وقد أخبر الله عز وجل في كتابه أن الفلاح لا يكون إلا بالخشوع في الصلاة، وأعظم الأسباب التي تعينك على الخشوع سبب أشار الله عز وجل إليه بقوله:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة:٤٥ - ٤٦] قال بعض العلماء: (في هذه الآية دليل على أن كثرة ذكر الآخرة أعظم معين على الخشوع في الصلاة).
وقد يكون هناك سبب يمنعك من الخشوع؛ إما مظلمة بينك بين الله سلبك الله بها الخشوع في الصلاة كإتيان حدٍ من حدود الله أو حرمة من محارم الله في سمع أو بصر أو لسان، وقد تكون غيبة لمسلم، وقد تكون عداوة للمسلم، فآذنك الله بها بحرب.
أما السبب الثاني الذي يسلب الخشوع فهو: الاشتغال بالدنيا، وشرود الذهن أثناء الوقوف بين يدي الله عز وجل، وانصرافك عن استشعار عظمة وهيبة المقام بين يديه، فإياك ثم إياك واشتغال النفس بالدنيا إذا دخلت إلى المسجد، ذكروا عن بعض السلف:(أنه صلى بالناس عشرين عاماً ما سها في صلاة قط، فسئل عن ذلك فقال: والله الذي لا إله إلا هو، ما دخلت المسجد وفي قلبي غير الله) من أراد الخشوع بمجرد أن تطأ قدمه المسجد؛ يدخل وليس في قلبه إلا الله، هذه المساجد بيوت الله اختارها الله لذكره، واصطفاها للإنابة إليه بتمجيده وشكره، فإذا دخلها الإنسان خلّف الدنيا وراء ظهره، فإذا أردت الخشوع فاجتهد في تحصيل هذه الأسباب، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم حلاوة الخشوع والإخلاص فيها، والله تعالى أعلم.