فضيلة الشيخ، هذا سؤال ذو شقين الأول يقول: ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان من ناحيتي الزيادة والنقصان، الثاني: كيف يتعامل الإنسان في مرحلتي الإقبال على الله في الطاعة والعكس؟
الجواب
أما بالنسبة لمذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان اعتقاد في الجنان وقول باللسان وتحقيق بالجوارح والأركان، تزيده الطاعة وينقصه العصيان، والدليل على زيادة الإيمان بالطاعة قوله تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد:١٧] فأخبر سبحانه وتعالى أنه يزيد المهتدين هدى، وقال تعالى:{أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}[التوبة:١٢٤] فأهل الإيمان دائماً في زيادة وفي كمال وعلو من الله جل وعلا، فدلت هذه النصوص على أن الإيمان يزداد بالطاعة.
وأيضاً ينقص بالمعصية كما قال عليه الصلاة والسلام:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن).
فالإيمان ينقص بالمعصية وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة بالنسبة لنقصان الإيمان وزيادته.
أما بالنسبة لما سألت عنه من حال الإنسان في حال إقباله على الله، ونشاط نفسه على طاعة الله، وفي حال إدباره عن الله وضعف نفسه عن طاعة الله، فإذا أقبلت نفسك على طاعة الله فجد واجتهد، فتلك رحمة من الله لطف الله بك حينما أعطاكها.
فاغتنم الأوقات واغتنم اللحظات إذا وجدت في نفسك انشراحاً للخير فاغتنمه بطاعة الله، وأما إذا وجدت من نفسك التقصير فأوصيك بوصيتين أوصى بها العلماء في حالة الفتور والضعف: الأولى: حدود الله لا تقربها.
الثانية: حقوق الله وواجباته لا تضيعها.
فإذا حفظت هذين الحقين: الواجبات أديتها والمحارم اجتنبتها؛ فأنت على خير -بإذن الله عز وجل- إذا أصابك الضعف فإياك أن يصل بك إلى تضييع واجب أو فعل محرم، فإذا كنت في هذه الحالة -في حال ضعف النفس- محافظاً على واجبات الله وفرائض الله، بعيداً عن حدود الله ومحارم الله فأنت على خير.
فهذا مما ينبغي على المسلم أن يعتني به في حال ضعف إيمانه، وكمال إيمانه، لكن ينبغي على الإنسان إذا ضعفت نفسه أن يتفقد نفسه فيرى ما هي الأسباب -كما ذكرنا فيما قبل- وأن يأخذ بالأسباب التي تزيد في إيمانه لعلَّ الله أن يرحمه بها، والله تعالى أعلم.