[الوصية السابعة: أن يكون للإنسان هدف سام في الحياة]
كذلك أيضاً من الأمور التي تعين على التمسك بالدين والبقاء على حلاوة الالتزام والاستقامة وطاعة الله جل وعلا: أن يكون نظر الإنسان إلى ما هو أسمى وأسنى، بعض الشباب يقول: سأنتكس والعياذ بالله، ويأتيه هاجس في النفس قلّ أن يلتزم أحد إلا والشيطان يقول له: ستنتكس، فأنت اجعل الجنة والنار بين عينيك، وعد نفسك بإذن الله أنك يوماً من الأيام ستبلغ مرضاة الله العليا؛ لأن الله لما أخرج العبد من الظلمات إلى النور وهو لم يرفع كفاً له يوماً أن يهديه؛ فإن الله جلا وعلا أكرم سبحانه، من أن يضيع عبده وقد سأله الثبات والهداية.
هل أحد في الجاهلية رفع كفه وقال: اللهم اهدني؟ أعرف كثيراً ممن كانوا في الجاهلية، كثير منهم لم يسأل الله يوماً من الأيام أن يهديه، والله الذي هداه سبحانه، فإذا كان أعطاه الهداية بدون سؤال؛ فيكف إذا سأل الله وهو على استقامة وصلاح والتزام أن يثبت قلبه إلى لقائه! فمن الأمور المهمة أن الإنسان يسعى ويحرص قدر الاستطاعة على أن يجعل له هدفاً سامياً، وهذا الهدف الأسمى والأسنى، أن تحاول أن تتمثل هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تهيئ نفسك لعلم أو عمل تبلغ به معالي الأمور، مثلاً: اجعل في نفسك أن الله يجعلك يوماً من الأيام من أعلام المسلمين، وما ذلك على الله بعزيز؛ فإن الذي علم آدم وداود وفهم سليمان قادر سبحانه وتعالى على أن يعلمك أو يفهمك، وقد قال تعالى:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة:٥٤]{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}[يوسف:٥٦] فإذا تذللت لله عز وجل وجعلت نفسك أنك تسمو إلى هذه الكمالات فبإذن الله سيثبت الله قلبك ويشرح صدرك.