عندما أقوم بدعوة بعض الشباب إلى الله والعودة إلى الله، يقول محتجاً بالقدر: أنا من عصاة الموحدين، فماذا نرد على هؤلاء، جزاكم الله خيراً؟
الجواب
أقول كلمة واحدة: هل تضمن أن تموت على التوحيد؟ إذا كان حرم الله العبد التوفيق باستجابة داعيه على معصية من المعاصي، فلا يُؤمن -والعياذ بالله- أن يأتي يوم من الأيام وقد سلب الإيمان من قلبه؛ لأن الشيطان يستدرجه، فمعصية تلو معصية حتى يسلب -والعياذ بالله الإيمان- فلا يأمن مكر الله، ولذلك ينبغي للإنسان ألا يقول هذه الكلمة، ولكن يقول: أنا المسيء وأنا المذنب، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، فلا ينبغي للإنسان أن يحتج بالقدر، ولا يحتج بعصاة الموحدين.
وأما عصاة الموحدين، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن منهم من يتغمده الله برحمته ويدخله الجنة دون سبق عذاب ولا حساب، كما في حديث ابن عمر في الصحيحين:(يوقفه فيقر بذنوبه، فيقول: يا عبدي! سترتها عليك في الدنيا وهأنا أسترها عليك اليوم).
نسأل الله أن يسترنا وإياكم بستره.
وأما القسم الثاني منهم: فيشاء الله بعدله أن يدخلهم النار، واللحظة الواحدة من النار تطيش معها العقول، فإن (أهون أهل النار عذاباً، من وضع في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه، يظن أنه أشد الناس عذاباً في النار) فالشاهد: أنهم يتقلبون في عذاب النار على قدر ما عصوا الله عز وجل، وقد تكون زنية واحدة تردي الإنسان في عذاب الله عز وجل بما ينسى معه نعيم الدنيا وما كان فيها من سرور، ولكن نسأل الله أن يلطف بنا وبكم وأن يعصمنا وإياكم بعصمته.
وأما الأمر الذي ينبغي أن ننبه عليه: أنه لا ينبغي لأحد أن يحتج بالقدر ولا بالشفاعة، فيقول: أنا من عصاة الموحدين، فإن ذلك لا يأمن على صاحبه أن يستدرجه الله فيختم له بخاتمة السوء والعياذ بالله! والله تعالى أعلم.