الأمر الثاني: أما واجبنا نحن أمام إنسان نراه يعاني من المشاكل فهو: أن ندله على ما سبقت الدلالة عليه في المحاضرة.
الأمر الثاني: ينبغي أن تتوفر فينا صفات أهل الإيمان كالتصبير، فكثير منا لا يحسن المعاملة مع أصدقائه، يحاول إذا جاءه صديقه يقول له: والله اليوم قالت المرأة كذا وكذا فيقول له: المرأة تقول كذا وكذا!! امرأتك تقول كذا وكذا!! هل أنت رجل؟! هل كذا؟!! وكذلك المرأة تأتيها المرأة مسكينة متألمة من موقف فتقول: كيف تسكتين؟ ولماذا كذا؟! هذه الأنفس التي لا تراقب الله عز وجل فتثير الضغائن بين المسلمين هذا لا ينبغي، أين أولئك الحكماء الحلماء الرحماء؟ أخي المسلم: والله لن تكون مسلماً حقاً -إذا جاءك أخوك يشتكي من امرأته- إلا نزلت هذه المرأة كأختك، نزلها كأختك وانظر الضرر الذي سيجري وسيكون عليها، وعندها تعرف أين الصواب، وتعرف ما الذي تقول وما الذي تنصح به أخاك؛ لأنها أختك في الدين، كيف تحرض الزوج عليها؟ ولذلك بعض النساء حرمن التوفيق وبعض الرجال حرم التوفيق فلا يحسن حين يرى الزوج أو يرى الزوجة في انفعال وغضب؛ لا يحسن معاملته، فالنار لا تطفأ بالنار والمفاسد لا تطفأ بالمفاسد، ولكن النار تطفأ بالماء، والطيش يطفأ بالحكمة، والاستعجال يطفأ بالأناة.
أحبتي في الله: لنتق الله في الأزواج، كلمةٌ طيبةٌ منك تقولها للزوج تصبره.
وأذكر أن أحد العلماء جاءه رجل في مشكلة زوجية فقال له: يا أخي أخيرك بين أمرين: إما أن تصبر عليها ووالله إني لأرجو لك عند الله أجراً عظيماً، وإما أن تسرحها وتطلقها بعد إذ أعيتك الحيلة فحينئذٍ تكفى شراً بليت به، فقال له: يا شيخ! كيف أمسكها وأنا أعاني من كذا وكذا؟ وذكر الأشياء التي يعاني منها؟ فقال له: يا أخي تصور هذه المرأة لو كانت أختك، فجاءتك يوماً من الأيام تحمل متاعها على ظهرها وتسوقه إلى بيت أبيها وإخوانها، هل ترضى ذلك؟ وما موقفك من ذلك؟ أتحب أن تعامل أخواتك بهذه المعاملة؟ قال: لا، قال: فعامل نساء المؤمنين كذلك.
فلذلك -أحبتي في الله- واجبنا عظيم حينما نسلي الزوج والزوجة بالصبر والسلوان، قل للزوجة وللزوج: من هذا الكامل؟ لو أن الأم إذ جاءتها ابنتها صبرتها وسلتها لصلحت أحوال كثيرة، ولكن الذي يقع هو العكس، فإن كلاً منهم يحرض ابنه ويحرض ابنته ومن ثم نبكي على الأضرار.
أحبتي في الله! إخواني في الله! إن علاج هذه المشاكل بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعي كل واحد منا مسئوليته تجاه إخوانه وتجاه أبنائه وبناته.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح منا ومنكم ما ظهر وما بطن، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم تدارك برحمتك بيوت المسلمين من هذه المشاكل، اللهم اقسم لها رحمة ترحم بها من عذاب، اللهم اكشف تلك الغمة وذلك البلاء عن بيوت المسلمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا من الظالمين، نستغفرك ونتوب إليك، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه.