صلاح الإنسان كما هو معلوم يدور مع صلاح حاله مع القرآن -هذا حسب رأيي- لكن أشعر بعجزي عن الاستفادة من القرآن، وأن أشعر وكأنه نزل مخاطباً لي، فما هي الوسيلة التي يتم بها صلاح الحال مع القرآن، وبالتالي يكون الإنسان ذاكراً للآخرة بشكل دائم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فما ذكرته أختي المسلمة من كون صلاح أمَة الله موقوفاً على القرآن تدبراً وعملاً، وتفكراً وتطبيقاً، لاشك أنه هو عين الصواب، فإن المؤمنة صلاحها موقوف على القرآن، كما أن المؤمن صلاحه موقوف على القرآن.
وأما ما ذكرته واشتكته من وجود الفرقة بينها وبين كتاب الله عز وجل، وإحساسها بأنه لا يؤثر في أقوالها وأفعالها فلعل ذلك لذنب بينها وبين الله عز وجل، ولذلك قال العلماء: إن الإنسان يحرم التوفيق في الطاعة على قدر معصيته لله عز وجل، فاستكثري من الاستغفار، وسؤال الله عز وجل أن يهبكِ القلب الحي الذي يتأثر بكلامه، وشرعه ونظامه، سليه فإنه كريم لا يرد سائله، وارجيه فإنه حليم رحيم لا يخيب راجيه، هذا الأمر الأول.
أما الأمر الثاني: فما الذي يحول بينكِ وبين هذا الكلام الذي أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير، أحسي وكأن القرآن يناديكِ، وأنكِ أنتِ المعنية بكل حرف فيه، وبكل كلام تقرئيه منه، أحسي أن هذا القرآن يناجيك، وأنه لرحمة الله يدعوك، فإذا وجد هذا الشعور، وكان هذا الإحساس منكِ فإنه سرعان ما يؤثر فيك، فأحسي أن كتاب الله يدعوكِ، وأن كلام الله موجه إليك، فذلك من أعظم الأسباب التي تقودكِ للعمل بما فيه، والله تعالى أعلم.