للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم لبس الملابس القصيرة والفاضحة]

السؤال

هناك ظاهرة شائعة في هذا الزمن في بعض الأفراح الإسلامية، حيث تأتي الكثير من النساء المدعوات بلباس قصير يصل إلى ما فوق الركبة، وقد يصل إلى نصف الفخذ دون حياء، علماً بأن هذه الظاهرة أصبحت شائعة جداً الآن، فنرجو النصيحة جزاك الله خيرا؟

الجواب

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله المستعان! أما الذي ذكرته أختي السائلة من هذه الظاهرة فيعلم الله أننا كنا نتمنى ألا نعيش إلى زمان نسمع فيه مثل هذا، وأي زمان أشقى على المؤمنين إذا ذهب الحياء بين النساء، وأصبحت المرأة لا تستحي ولا تبالي أن تظهر مفاتنها أمام النساء، وأي بلاء وأي شقاء إذا تربت بناتنا من الصغر على هذا، فرأين النساء الكبيرات، ورأين منهن قدوة في المجتمع يلبسن القصير، أو يلبسن ذلك اللباس المثير، إنا لله وإنا إليه راجعون من موت القلوب، ومن عدم الحياء من الله علام الغيوب، فلقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة عمن يخلو لوحده عرياناً فقال جواباً لمن سأله: (الله أحق أن تستحي منه).

فإذا كان الإنسان في خلوته لا يستطيع أن يتعاطى بعض الأمور حياءً من الله فكيف بين الناس؟ فلذلك كان من البلاء العظيم أن نسمع هذه الأمور في مجتمعات المسلمين.

إن المرأة التي تكشف عن ساقيها، وتبدي فخذيها امرأة ناقصة العقل والشعور، وقد تحطمت الآداب في صميم قلبها، ولو كان عندها مسكة من العقل لما اختارت لنفسها أن تبدي المفاتن بين النساء، ما الذي تريده من النساء حينما تبدي بياض بشرتها، وجمال ساقيها؟ ما الذي تريده من النساء غير إثارتهن للمفاتن، وتذكيرهن بهذه المحن، وإيجاد القدوة السيئة في هذه المجتمعات الكريمة؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون! أما الوصية: فإني أوصي الخيرات الصالحات أن يذكِّرن هذه النماذج السيئات، وأن يقفن حجر عثرة أمام نشر هذه النماذج السيئة في المجتمع، فإذا رأت المؤمنة من تخلقت بهذه الأخلاق فلتذكرها بالله، فلعل قلبها أن يحيا من بعد موات، ولعله أن يستفيق من بعد منام، ذكروهن بالله وانصحوهن، وخذوا على أيديهن، وكذلك ذكِّروا بنات المجتمع بأخطائهن، وذلك بنشر ما ينبغي نشره من الوعي بين النساء، وتنبيه البنات حتى لا يتشبهن بهن، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهديهن إلى سواء السبيل، وأن يسلِّم مجتمعات المسلمين من هذا البلاء والعناء، والله تعالى أعلم.