باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فأوصي الجميع ونفسي بتقوى الله عز وجل، ومن اتقى الله جعل له من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، وعلى المعلم والمعلمة أن يشعر كلٌ منهما بفضل الله عز وجل عليه، وجميل إحسانه، وجليل ما أسدى إليه سبحانه وتعالى، فإن الله إذا اختارك لتعليم الناس فقد فضلك وشرفك وقدمك على غيرك، وعلى المعلم أن يستشعر نعمة الله عليه، ومن عظَّم نعمة الله شكرها، ومن شكر نعم الله بارك الله له في نعمته، فعليك أن تعلم أن الله أعطاك خيراً كثيرا، فليكن من أول شكرك لله أن تعظم نعمة الله في قلبك، قال العلماء: الشكر ثلاثة أقسام: شكر الجنان، وشكر اللسان، وشكر الجوارح والأركان.
فأما شكر الجنان: فهو أن تعتقد من قلبك أن الفضل كله لله، ولذلك قال الله عز وجل في هذا النوع من الشكر: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:٥٣] فلا يعتقد المعلم أنه بلغ إلى هذه المرتبة أو عين في هذا المكان من أجل ذكائه أو فهمه، ولكن الفضل كله لله سبحانه وتعالى، فإذا أحس أن الله وحده هو الذي اختاره عظَّم نعمة الله عليه وشكرها.