ما حكم المزاح مع الوالدين، وما حكم أن يناديهما باسميهما بدون يا أبي أو يا أمي مازحاً لهما؟
الجواب
والله بئس المزاح، والله ما أدري هل عند الإنسان حياء أن ينادي أباه باسمه ولو كان مازحاً، هل عنده حياء يستطيع أن يجرأ على أن يخاطب أباه باسمه، والله مثل هذا يعزر، يقول بعض السلف: والله لو سألتني أن أصف أبي ما استطعت أن أصفه، قالوا: وكيف ذاك؟ قال: ما رفعت بصري في وجهه يوماً قط، وأنت تمزح معه! والثاني قيل له: ما بلغ بك من برك لوالديك قال: والله ما رقيت على سطح تحته أبي أو أمي، وأنت تمازحه وتغلبه، هذا لا ينبغي، أنا أرى أنه خلاف الأولى فينبغي أن تشعره بالإجلال والإكبار، أشعر والديك بالإجلال والإكبار والإعظام في حدود الشرع، إذا شعر الوالد أنك تجله ما يمزح معك.
لكن عندما يعلم أنك -أستغفر الله- لعاب يمزح معك، إذا رأيت إنساناً يلعب أو يمزح تمزح معه، لكن إذا رأيت إنساناً وتجله ما تمزح معه أبداً؛ لأنك تجله وتحترمه ولا تفعل معه هذه الأمور، لكن إذا كان يستخف بالوالدين يمزح معهما، لكن أشعر الوالد بالإجلال والاحترام والإكبار لا يمزح معك أبداً، فتكسب من رضاء الله أكثر مما تكسب من إدخال السرور بالمزاح، فينبغي للإنسان أن يطلب الأكمل وأن يطلب الأجمل من أجل بر والديه، يقولون: لو أن الإنسان أشعر والديه بالإجلال قلّ أن يمزح معه والده؛ لأن الإنسان -مثلاً- لو فعل أي خصلة من الخصال التي تنبي على أنه يرى والده شيئاً كثيراً منعت الأب وكفت الأب عن أن ينزل إلى منزلة المزاح، نسأل الله العظيم أن يجبر الكسر.
لكن الأولى والأحرى أن تترك ذلك، إلا إذا دعاك إلى المزاح ما حيلة المضطر إلا ركوبها.