أنا شخصٌ عندي بعض المعاصي والذنوب وأريد أن أتوب منها، وأرجع إلى الله سبحانه وتعالى، فما نصيحتك لي جزاك الله خيراً؟
الجواب
أوصيك أخي في الله! أن تقبل على الله تعالى، وأن تعلم علم اليقين أن الله يفرح بتوبتك أشد من فرحك أنت بنفسك، فالله يفرح بتوبة عبده أكثر من فرح الإنسان نفسه بتوبة الله عليه، وهذا من كرمه وفضله، وهو أغنى ما يكون عنا:(يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً).
أشهد لله بذلك، أنه ما نفعته طاعتنا ولا ضرته معصيتنا، فما عليك إلا أن تشعر أن الله يحب منك هذه الخطوة، ويحب منك هذا الإقبال، وأن الله تعالى يرضى عما تقدم عليه من الإنابة إليه:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر:٥٣] علم أننا عباده وأننا أفقر ما نكون إليه، وأحوج ما نكون إليه، فهو يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل.
اللهم لك الحمد على رحمتك، اللهم لا نحصي ثناءً عليك، كم من مسيءٍ مذنب إذا قال: أستغفر الله تلقاه الله بمغفرته، وكم من مخطئ عظمت عثرته وإساءته فقال: أستغفر الله من قلبه، فتلقاه الله برحمته، فليست هناك ساعة ألذ من ساعة التوبة والإنابة والشعور بالتقصير، فأبشر بخير.
واعلم -أخي في الله- أن الشيطان سيحول بينك وبين الله بما يذكرك من المعاصي، فأقبل على الله فإنك سعيدٌ بربك، ولن يستطيع أحد أن يدخل بينك وبين الله جل جلاله.
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا في التائبين، وأن يجعلنا من عباده المنيبين، والله تعالى أعلم.