ومن علامة الإيمان استقامة الجوارح على طاعة الله، يوم يأخذ العبد بدين الله، يأخذ به كله لا ببعضه، فيستقيم على شريعة الله، ويلتزم بحدود الله، ويكون حافظاً لما أمر الله بحفظه، بعيداً عما نهى الله عن اقترافه، فمن كمال المؤمنين أنهم لحدود الله حافظين، ولمحارمه مجتنبين، فإذا كمل إيمان العبد كمل تقواه لله عز وجل، فكان إيمانه كاملاً بالاستقامة الحقة، يوم يلتزم بدين الله، ويتمسك بعروة الله، ويسير على نهج الله وطاعته، حتى إذا جاءه الموت كان ممن قال الله فيهم:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت:٣٠ - ٣٣].
فإذا كمل إيمان العبد استقامت جوارحه على طاعة الله، وكان على منهج الله ومرضاته، إذا استقامت القلوب لله بالإيمان استقامت الجوارح والأركان بأطيب الخلال، وأجمل الخصال، فمن علامة المؤمنين أنهم على أكمل الأخلاق وأحبها وأحسنها وأجملها، قال صلى الله عليه وسلم:(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً).