للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن أي الأجناد أنت؟ قال: من جند مصر، قال: فلعلك شريك بن سمى القطيفى، قال نعم يا أمير المؤمنين، قال: لأجعلنك نكالا لمن خَلْفك، قال: أو تقبل مني ما قبل الله من العبد، قال: وتفعل؟ قال: نعم، فكتب إلى عمرو بن العاصِ إن شريك بن سمى جاءنا تائبا فقبلتُ منه".

ابن عبد الحكم.

٢/ ٣٦٨٧ - "عن الليثِ بن سَعْدٍ أَنَّ النَّاسَ بالمَدينَةِ أَصَابَهُم جَهْدٌ شَديدٌ في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ في سَنَةِ الرَّمادَةِ فَكَتَبَ إلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ وهُو بمصرَ، مِنْ عَبدِ الله عُمَرَ أَميرِ المؤمنينَ إلَى العَاصِ بنِ العَاصِ، سَلاَمٌ أَمَّا بَعْد: فَلَعَمْرِى يَا عَمْرو مَا تُبالِى إذَا شبَعْتَ أنْتَ ومَنْ مَعَكَ، أَنْ أَهْلِكَ أَنَا وَمَنْ مَعِى، فَياغَوْثَاهُ، ثُمَّ يا غَوْثَاه يُرَدِّدُ قَولَه، فَكتَبَ إلَيْه عَمْرُو بنُ العَاصِ: لِعَبدِ الله عُمَرَ أميرِ المؤْمِنَين مِنْ عَمرِو بْنِ العَاصِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَيَالَبَّيْكَ ثُمَّ يَا لَبَّيْكَ، وَقَد بَعَثْتُ إليْك بِعِير أَوَّلُهَا عِنْدَكَ وآخِرُهَا عِنْدي، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمةُ اللهِ وبرَكَاتُه، فَبَعثَ عَمْرٌو إلَيْه بِعِيرٍ عَظِيمَةٍ فَكَانَ أوَّلُهَا بالمَدِينَةِ وآخِرُهَا بِمِصْرَ يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضًا، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى عُمَرَ وَسَّعَ بِها عَلَى النَّاسِ وَدَفَعَ إلَى أهْلِ كُلِّ بَيْتٍ بِالمِدِينَةِ ومَا حَوْلَهَا بَعيرًا بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ، وَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ، وَسعْدَ ابنَ أَبِى وَقَّاصٍ يَقْسِمُونُها عَلَى النَّاسِ، فَدَفَعُوا إلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ بَعِيرًا بمَا عَلَيْهِ مَن الطَّعَامِ أَنْ يَأَكُلُوا الطَّعَامَ وَيْنَحرُوا البَعِيرَ وَيَأكُلوا لَحْمَهُ وَيْأتَدِمُوا شَحْمَهُ ويَحْتَذُوا جِلْدَه، وَيْنتَفعُوا بالوِعَاءِ الَّذي كَانَ فِيه الطَّعَامُ لِمَا أَرَادُوا مِنْ لِحَاقٍ أَوْ غَيْره، فَوَسَّعَ الله بِذَلِكَ على النَّاسِ، فَلَمَا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ حَمِد الله وَكَتَبَ إلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ يَقْدُمُ عَلَيْهِ هُو وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَدمُوا عَلَيْه، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَمْرُو إنَّ الله قَد فَتَحَ عَلَى المُسْلِمين مِصْرَ وَهِيَ كَثِيرَةُ الخَيرِ والطَّعَامِ وقَد أُلْقِى في رُوْعِى (*) لِمَا أَحْبَبْتُ مِنَ الرِّفْقِ بأَهْلِ الحَرمَيْنِ وَالتَّوسُّعِ عَلَيهم


(*) روعى: الروع - بالضم - القلب والعقل: يقال وقع ذلك في روعى، أي في خلدى وبالى، وفي الحديث: إن الروح الأمين نفث في روعى - المختاز: ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>