للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمْرو ابْنَةَ مُنبِّهِ بْنِ الحَجَّاج وَكَانَتْ تُلَطِّفُ رسُولَ الله فَأتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أنْتِ يَا أمَ عَبد الله؟ فَقَالَتْ: بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: فَكَيْفَ أبُو عَبْدِ الله؟ فَقَالَت: بِخَيْر يَا رَسُولَ الله، وَعَبْدُ الله رَجُل قَدْ تَرَكَ الدُّنْيَا فَلاَ يُرِيْدُهَا، وَتَرَكَ النِّسَاءَ فَلاَ يُريدُهُنَّ، وَلاَ يَأكُلُ اللَّحْمَ، فَقَالَ لَهُ أبُوهُ يَوْمَ صِفِّيْن أُخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ: كَيْفَ تَأمُرُنى أخْرُجُ فَأقَاتِلُ وَقَدْ سَمِعْت مِنْ عَهْدِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَىَّ مَا سَمِعْت؟ ! قَالَ: نَشَدْتُكَ بِالله، أتَعْلَمُ أن آخِرَ مَا كَانَ مِنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكَ، أَنْ أخَذَ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا في يَدِى، فَقَالَ: أطعْ عَمْرو بْنَ العَاصِى مَا دَامَ حيًا؟ قَالَ نَعَمْ".

كر (١).


(١) ورد في مجمع الزوائد للهيثمى: ج ٧ ص ٢٣٩ (باب: فيما كان بينهم يوم صفين - رضي الله عنهم - من حديث طويل في أوله، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم عبد الله بن عمرو ذات يوم، وكانت امرأة تلطف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أنت يا أم عبد الله؟ قالت: بخير بأبى أنت يا رسول الله وأمى، فكيف أنت؟ قال: بخير قالت: عبد الله رجل قد تخلى من الدنيا، قال: وكيف؟ قالت: حرم النوم، فلا ينام ولا يفطر ولا يطعم اللحم، ولا يؤدى إلى أهله حقهم، قال: فأين هو؟ قالت: خرج ويوشك قال: فإذا رجع فاحبسيه.
قالت فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاء عبد الله فأوشك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجعة، وقال: يا عبد الله بن عمرو! ما هذا الذى بلغنى عنك؟ قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: بلغنى أنك لا تنام ولا تفطر قال: أردت بذلك الأمن من يوم الفزع الأكبر، وبلغنى أنك لا تطعم اللحم، قال: أردت بذلك طعامًا خيرا منه في الجنة، قال: وبلغنى أنك لا تؤدى إلى أهلك حقهم: قال: أردت بذلك نساءً هن خير منها في الجنة، قال: يا عبد الله بن عمرو إن لك في رسول الله أسوة حسنة فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ويفطر وينام ويقوم، ويأكل اللحم، ويؤدى إلى أهله حقهم، يا عبد الله إن لله - عز وجل - عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، قال: يا رسول الله تأمرنى أن أصوم خمسة أيام وأفطر يوما. قال: لا. فأصوم أربعة أيام وأفطر يوما قال: لا. قال: فأصوم ثلاثة أيام وأفطر يومًا. قال: لا، قال: فأصوم يومين وأفطر يومًا. قال: لا. قال: أفا أصوم يوما وأفطر يوما قال: ذلك صوم أخى داود. يا عبد الله بن عمرو! وكيف بك في ضالة من الناس قد مرجت عهودهم ومواثيقهم وكانوا هكذا، وخالف بين أصابعه، قال: فما تأمرنى: قال: نأخذ بما تعرق وتدع =

<<  <  ج: ص:  >  >>