للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضيت أنا وأصحابى لم نتعلَّق بها ولم تَتَعلَّقْ بنا, ولم نردها ولم تردنا، ثم جاءت الرَّعلةُ (١) الثانية بعدنا وهم أكثر منَّا سفَافًا (٢) فمنهم المربِعُ (٣) ومنهم الآخذُ الضِّغثَ (٤) ونحوَهُ على ذلِكَ ثم جاءَ عُظمُ (٥) النَّاسِ فمالوا في المرج يمينًا وشِمَالا وأمَّا أنت فمضيتَ على طريق صالحة فلم تزل عليها حتى تَلقَانِي، وأما المنبر الذي رأيتَ فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجةً, فالدنيا سبعةُ آلافِ سَنَة وأنا في آخِرهِا ألفًا، وأما الرجلُ الّذى رأيتَ على يَميِنى -الآدم (٦) الشَّثْلُ- فذاكَ موسَى، وإذا تكلم يَعْلو الرِّجال بفضل كلام اللهِ إياهُ، والذي رأيتَ عن يسارى الشَّابّ الرَّبْعَةُ (٧) الكثيرُ خِيلانُ (٨) الوجِه وكأنَّمَا حُمِّمَ (٩) شَعْرُهُ بالماء -فذاك عيسى ابنُ مريمَ نُكْرِمُهُ لإكْرَام اللهِ إِيَّاهُ- وأمَّا الشَّيخُ الذي رأيتَ أشْبَه الناسِ بي خلقًا وَوَجْهًا فذاك أبونا إِبراهيمُ، كُلَّنا نَؤُمُّه ونَقْتَدى به، وأما النَّاقةُ التي رأيتَ ورأيتنى أتقيها، فهي الساعةُ علينا تَقُومُ، لا نَبِيَّ بَعْدِى، ولا أمَّةَ بَعْدَ أمَّتِي" (١٠).

طب، ق عن الضَّحاك بن زِمْلٍ.

١٧٨/ ٤٣٦٣ - "أما أنَا فأسْجدُ على سبْعَةِ أعْظُمٍ، ولا أكَفّ شَعَرًا ولا ثوْبًا" (١١).

طب عن ابن مسعود.


(١) الرعلة بفتح الراء مشددة: يقال للقطعة من الفرسان رعلة ولجماعة الخيل رعيل.
(٢) في الظاهرية ومرتضى والخديوية "ضعافا" وهو كذالك في مجمع الزوائد ج ٧ ص ١٨٤ والمعنى عليه ظاهر وأما "سفاقًا" فلعلها من أسف الطائر إذا دنا من الأرض قال الهيثمي: فيه سليمان بن عطاء القرشيّ وهو ضعيف.
(٣) في النسخ المربع بالموحدة التحتية وهو في مجمع الزوائد كذلك وفي النهاية بالمثناه الفوقية أي الذي يخلى ركابة ترنع.
(٤) الضغث ملء اليد من الحشيش المختلط والمراد ومنهم من مال إلى الدنيا وقال منها شيئًا.
(٥) عظم الناس بضم فسكون أي معظمهم- وفي مجمع الزوائد ج ٧ ص ١٨٤ عظيم الناس.
(٦) الآدم: الشثل: غلظ الأصابع.
(٧) الربعة: الرجل بين الطول والقصر بالناء وبدونها.
(٨) خيلان جمع خال وهو الشامة في الجسد.
(٩) حمم شعره: أي سوده لأن الشعر إذا شعت أغير فإذا غسل بالماء ظهر سواده ويروى بالجيم أي جعل حمة.
(١٠) الحديث في مجمع الزوائد ج ٧ ص ١٨٣، ١٨٤ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هل رأى أحد منكم شيئًا قال ابن زميل فقلت: أنا يا رسول الله قال خيرًا تلقاه وشرًّا توفاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين قص رؤياك فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رجب الخ.
(١١) فيه نوح بن أبي مريم وهو متروك كما في مجمع الزوائد ج ٢ ص ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>