قلت: فهو على هذا التقدير دال على أنه يلعن الكفار في القنوت الراتبِ؛ فهوَ قدرٌ زائدٌ على تلك الثمان كلمات:«اللهم اهدِنا فيمن هديتَ .... وقوله: فأخبر بما تركَ. يعني بما في خبر يونس، عن الزهري، عن سعيدٍ وأبي سلمةَ، أنهما سمعَا أبا هريرةَ يقولُ:» كانَ رسولُ الله [ﷺ] يقولُ حينَ يفرغُ من صلاةِ الفجرِ من القراءةِ، ويكبرُ ويرفعُ رأسهُ: سمعَ اللهُ لمنَ حمدهُ، ربنا لكَ الحمدُ. ثم يقولُ وهوَ قائمٌ: اللهم انجِ الوليد بنِ الوليد، وسلمةَ بن هشامٍ، وعياشَ بن أبي ربيعةَ، والمستضعفينَ من المؤمنين، اللهم اشدُدْ وطأتكَ على مضَر، واجعلْها عليهم كسني يوسفَ، اللهم العنْ لحياناً ورعلَ وذكوانَ، وعصيّة عصتِ الله ورسولهُ ".
قال الزهري (م): بلغنا أنه تركَ ذلك لما نزلت: (ليسَ لكَ منَ الأمرِ شيءٌ … ) الآية.
قلتُ: أو لعل أبا هريرة لما أراهم ذلك، كان وقتَ حروبٍ، فما أكثر ما كانت في صدرِ الإسلامِ.
يعقوبُ الدورقي، حدثنا عبد الرحمنِ بن مهدي بحديث أنس «أن رسول اللهِ قنتَ شهراً يدعو على أحياء، ثم تركهُ».
قال ابن مهدي: يعني ثم تركَ الدعاءَ على الأحياءِ.
وقال أبو قدامة السرخسي، عن ابن مهدي؛ إنما ترك اللعنَ.
[١٩١ - مسألة]
الأفضل في القنوت أنه بعد الركوع.
وقال أبو حنيفة ومالك: قبله.
وقد مر خبر أنس الذي في «الصحيحين»: «قنت رسول الله [ﷺ] بعد الركوع شهراً».