الفريابي، نا العلاءُ بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسودِ، عن أبيهِ، عن عائشةَ قالت:«خرجتُ معَ رسولِ الله في عُمرةٍ في رمضان، فأفطَرَ وصُمتُ، وقَصرَ، وأَتممتُ، فقُلتُ: بأبي وأُمي، أَفطَرتَ وصُمتُ، وقصرتَ وأتممتُ، قالَ: أَحسنتِ يا عائشةُ».
خرجه الدارقطنيُّ، وقالَ: إسنادٌ حسنٌ.
قُلتُ: العلاءُ وهاهُ ابنُ حبانَ، والخبرُ منكرٌ، وقولُه: في عُمرةٍ في رمضانَ باطلٌ، ما اعتمرَ نبيُّ اللهِ [ﷺ] في رَمضانَ أبداً.
وذكر الأثرم من حديث أنس قال:«كنا نسافر [فمنَّا] المتم، ومنا المقصر، لا يعيبُ بعضُنا على بعضِ».
فيه زيد العمي واهٍ، وإنما المحفوظ:«فمنا الصائمَ، ومنا المفطرُ».
فذكروا: بقيةَ، عن أبي حيي المدني، عن عمرو بن شعيب، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ مرفوعاً:«المتمُّ الصلاةِ في السَّفَر كالمقصرِ في الحَضَرِ».
قُلتُ: رَاوِيه مجهُولٌ.
وقد روى العقيلي في «الضعفاء» ثنا الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيمُ ابن موسى الفراء، ثنا بقية، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمر بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرةَ مرفوعاً مثله. وعبد العزيز متروك.
قلتُ: وفي المسألةِ نصوصٌ تدلُّ على أولويَّةِ القصرِ، وذهبَ إلى وجوبه بعضُ العُلماء.