للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرب وهم يختلفون كثيرا: هل يرى؟ أم لا يرى؟ وسبب ذلك: أنهم ضبطوا بالحساب ما لا يعلم بالحساب فأخطئوا طريق الصواب وقد بسطت الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وبينت أن ما جاء به الشرع الصحيح هو الذي يوافقه العقل الصريح كما تكلمت على حد اليوم أيضا وبينت أنه لا ينضبط بالحساب؛ لأن اليوم يظهر بسبب الأبخرة المتصاعدة فمن أراد أن يأخذ حصة العشاء من حصة الفجر إنما يصح كلامه لو كان الموجب لظهور النور وخفائه مجرد محاذاة الأفق التي تعلم بالحساب. فأما إذا كان للأبخرة في ذلك تأثير والبخار يكون في الشتاء والأرض الرطبة أكثر مما يكون في الصيف والأرض اليابسة. وكان ذلك لا ينضبط بالحساب فسدت طريقة القياس الحسابي … والآخذ بمجرد القياس الحسابي يشكل عليه ذلك) (١).

- وهذا النفي لقطعية حساب إمكانية رؤية الهلال، أما في الوقائع الخاصة فإن أهل الحساب يقع بينهم الاختلاف (٢) في (إثبات ولادة الهلال أو عدمها، وفي إمكان رؤيته أو [عدمها]، ولو فرضنا إجماعهم في وقت من الأوقات على ولادته أو عدم ولادته لم يكن إجماعهم حجة؛ لأنهم ليسوا معصومين) (٣).

الثالث من الأوجه: قيام دليل مادي على أن الحساب أمر تقديري


(١) مجموع الفتاوى (٢٥/ ٢٠٨).
(٢) (ومثل هذا ماوقع في شهر رمضان عام ١٤٢١ هـ من الاختلاف في تحديد أول الشهر بين تقويم أم القرى المعتمد على الفك في تحديد الولادة، وبين مجموعة من [العلماء] المعتمدين على الفلك أيضاً في تحديد الولادة، وهو اختلاف في الاصطلاح). بحوث وفتاوى في بعض مسائل الصوم للمنيع ص (٢٣).
(٣) مجموع فتاوى ابن باز (١٥/ ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>