للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: الأدلة والمناقشة، وفيه ثلاث مسائل]

المسألة الأولى: أدلة القائلين بجواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة في صلاة التراويح:

استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

١/ قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (١)، وقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} (٢)، وقوله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (٣)، وغيرها من الآيات.

وجه الاستدلال:

- أن هذه الآيات فيها الحث على طول القيام، وأن التفاوت بين القائمين بحسب طول صلاتهم، لا بعدد الركعات فقط ولو قصر زمانها (٤).

- يؤيد ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه» (٥)، فقوله: «يقوم ثلث الليل» يدل على أن العبرة بالزمن (٦).


(١) الآية (١٧) من سورة الذاريات، قال البغوي في تفسيره (٧/ ٣٧٢): (والهجوع النوم بالليل دون النهار، "وما" صلة، والمعنى: كانوا يهجعون قليلاً من الليل، أي يصلون أكثر الليل).
(٢) الآية (٢٦) من سورة الإنسان.
(٣) الآية (٢) من سورة المزَّمل.
(٤) انظر: "عدد صلاة التراويح" ص (١٥)، "عدد ركعات قيام الليل" ص (٩).
(٥) متفق عليه، أخرجه البخاري (٣٤٢٠)، ومسلم (١١٥٩)، من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما-.
(٦) انظر: "عدد ركعات قيام الليل" ص (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>