للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما انتشرت إلا في القرن الثامن عشر ميلادياً فقط، ولهذا لم يكن لأحد الأئمة -رحمهم الله- رأي فيها، ومنذ أن وجدت وعلماء المسلمين مختلفون في تقييمها وفي تحقيق ماهيتها ما بين كونها سندات عن ذهب أو فضة، أو عروض تجارة، أو نقد بذاتها) (١)، أو هي ملحقة بالفلوس.

- (فبعضهم يرجح في ذلك جانب المعنى أو المقصد، ومنهم من يرجح جانب اللفظ أو الصورة فمن قال: إن القراطيس المالية التي تدعى "بنك نوت" (٢)، ويطلق عليها بعض العرب لفظ "الأنواط" (٣)، هي من عروض التجارة، وجعل التعامل بها كبيع


(١) تكملة أضواء البيان لعطية سالم (٨/ ٢٩٢).
(٢) في المعجم الوسيط (١/ ٧١): «بنكنوت) أوراق مصرية رسمية مطبوعة يتعامل بهَا النَّاس بَدَلاً من النَّقْد، وَأول من اتخذها الصينيون)، وفي نهر الذهب في تاريخ حلب (٣/ ٤٤٦) ذكر في حوادث سنة (١٣٣٣) هـ: (وفيها وصل إلى حلب الورق النقدي العثماني المعروف باسم "بنكينوط" استعملته هذه الدولة في هذه الحرب بدل النقود المعدنية أسوة ببقية الدول المتحاربة، وقد أقبل الناس على تداوله بأسعاره المرسومة فيه، ورغبوا به أكثر من رغبتهم بالنقود الذهبية والفضية التي كانوا يستصعبون تداولها لنقصها وتشويه الصيارفة إياها بالثقب وسرقة شيء منها بواسطة الحك … أما الورق النقدي فهو خال عن جميع هذه العيوب، ولذا أقبل الناس على استعماله فنال رواجاً عظيماً).
(٣) الأنواط جمع نوط وهو (يدل على تعليق شيء بشيء) كما في مقاييس اللغة (٥/ ٣٧٠)، وفي محيط المحيط ص (٩٢٣): (النُوْطَة عند التجار: ورقة تتضمن عقد البيع. ايطاليانية)، وقال السعدي في تعريف النوط: (هي الأوراق التي صارت الآن هي قيم الأشياء)، وضرب مثالاً بنوط الربيّة، ونوط الجنيه، ونوط الدينار، كما في رسالته إلى فيصل بن مبارك المنقولة في النفحات الزكية من المراسلات العلمية ص (١٦ - ١٧)، ويسميها بعضهم "الأنوات" وقد عرفها أحمد الخطيب في رسالته"إقناع النفوس بإلحاق أوراق الأنوات بعملة الفلوس" ص (٩): (أوراق مخصوصة على شكل مخصوص، تضعها الحكومة أو البنك التجاري، معززة بوسائل التأمين، ليتعامل الناس بأعيانها، مقومة بقيمتها المرقومة فيها، بدل نقود الذهب والفضة، في كافة حاجياتهم الحيوية، تسهيلاً للمعاملة، وترويجاً لتبادل المنافع)، وأشار إلى أن هذا المعنى في أشهر قاموس في اللغة الفرنسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>