للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: الأدلة والمناقشة، وفيه ثلاث مسائل]

المسألة الأولى: أدلة القائلين بمشروعية جهاد الطلب:

استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

١/ قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} (١)، وقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (٢).

وجه الاستدلال:

- (أنه لما نزلت براءة أُمر أن يبتدئ جميع الكفار بالقتال، وثنيّهم وكتابيّهم، سواء كفوا عنه أو لم يكفوا … وقيل له فيها: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (٣)، بعد أن كان قد قيل له: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} (٤) (٥).

- وسورة التوبة هي آخر مانزل، كما قال البراء -رضي الله عنه-: (آخر سورة نزلت كاملة براءة) (٦).


(١) من الآية (٥) من سورة التوبة.
(٢) الآية (٢٩) من سورة التوبة.
(٣) من الآية (٧٣) من سورة التوبة.
(٤) من الآية (٤٨) من سورة الأحزاب.
(٥) الصارم المسلول على شاتم الرسول ص (٢٢٠)، وكلام ابن تيمية مهم هنا؛ لأنه نُسب إليه العكس كما سيأتي.
(٦) متفق عليه، أخرجه البخاري (٤٣٦٤)، ومسلم (١٦١٨)، قال ابن حجر في الفتح (٨/ ٣١٦): (الظاهر أن المراد معظمها، ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- انتهى، وتبوك كانت في السنة التاسعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>