للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وهو كالمروي عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عن عقبة قال: سألت ابن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد؟ فقال: (تحاسبون الله؟!) (١)، وليس فيهما حصى و لا نوى و لا سبحة، فهو في كراهة العدّ وبذلك ترجم لهما ابن أبي شيبة: (من كره عقد التسبيح).

- قال الطحاوي: (وقد كان قوم يكرهون عقد التسبيح منهم أبو حنيفة وأصحابه (٢) … وقد تقدمهم فيما قالوه من ذلك عبد الله بن عمر)، ثم وّفق بين الأحاديث التي فيها ذكر مقيد بعدد، وما روى عن ابن


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٧٦٦٨) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٠/ ٢٩١)، من طريق عبدالله بن عون عن عقبة عن ابن عمر به، وعقبة هو ابن صهبان كما في رواية الطحاوي، والإسناد صحيح، ولكن سماع ابن عون من ابن صهبان محلل تردد وهو غير بعيد؛ لكون ابن عون وابن صهبان بصريان، وابن صهبان توفي سنة (٨٢)، وابن عون ولد سنة (٦٦)، فيكون عمره حين وفاة ابن صهبان (١٦) عاماً، انظر: تهذيب الكمال (١٥/ ٤٠٠)، تهذيب التهذيب (٧/ ٢٤٢)، وظاهر طريقة الطحاوي في شرح المشكل أنه ثابت عنده، ولهذا الأثر متابعة علّقها الواحدي (ت ٤٦٨) في التفسير الوسيط (٤/ ٤٨٣)، عن قتادة (ت ١١٧) قال: سمعت عقبة بن صهبان، يقول: أتى ابن عمر -رضي الله عنهما- على قوم يعقدون التسبيح، فقال: (أتعدون على الله حسناتكم؟ إن معكم حافظين كرامًا كاتبين).
(٢) قال الزيلعي في تبيين الحقائق (١/ ١٦٦): (واختلفوا في عد التسبيح خارج الصلاة فكرهه بعضهم ليكون أبعد من الرياء وأقرب من الإقرار بالتقصير)، وقال البابرتي في العناية (١/ ٤١٨): (ذكر فخر الإسلام أن عد التسبيح في غير الصلاة بدعة، وكان السلف يقولون: نذنب ولا نحصي ونسبح ونحصي).

<<  <  ج: ص:  >  >>