للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: صورة المسألة وتحرير محل الشذوذ]

شرع الله التنفل بالصيام وجعله من أفضل الأعمال، حتى سأل أبو أمامة -رضي الله عنه- النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، مرني بعمل. قال -صلى الله عليه وسلم-: «عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له» (١)، وفي رواية: «فإنه لا عدل له» (٢)، وجاء عن أبي مالك الأشجعي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام وصلى والناس نيام» (٣)، وترجم عليهما


(١) أخرجه أحمد (٢٢١٤٠)، والنسائي (٢٢٢٠)، وابن حبان (٣٤٢٥)، وغيرهم مختصراً ومطولاً، من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة به، ورجاله رجال مسلم، ومحمد بن أبي يعقوب يروي عن رجاء وقد صرّح في رواية النسائي بالتحديث، قال ابن حجر في الفتح (٤/ ١٠٤): (وروى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله، مرني بأمر آخذه عنك. قال: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» وفي رواية: «لا عدل له» والمشهور عند الجمهور ترجيح الصلاة)، وقد أعله ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ٣١٣).
(٢) أخرجه أحمد (٢٢١٤٩)، والنسائي (٢٢٢٢)، وابن خزيمة (١٨٩٣)، وابن حبان (٣٤٢٦) والحاكم (١٥٣٣) وغيرهم، من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن أبي نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة به، وهو كالطريق السابق إلا أن فيه (أبو نصر) بين ابن أبي يعقوب ورجاء، قال ابن حبان: (أبو نصر هذا هو حميد بن هلال، ولست أنكر أن يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله عن رجاء بن حيوة، وسمع بعضه عن حميد بن هلال، فالطريقان جميعاً محفوظان)، قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه).
(٣) أخرجه أحمد (٢٢٩٠٥)، والبيهقي في الكبرى (٨٤٧٩)، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري به، وأُعل بجهالة ابن معانق وعدم سماعه من أبي مالك، انظر: سؤالات البرقاني للدارقطني ص (٦٧)، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٥٢)، ووثق عبدالله بن معانق أيضاً العجلي في ثقاته ص (٢٨٠) فقال: (عبد الله بن معانق الأشعري: "شامي" ثقة)، فلا بأس بالحديث ومثله يقبل في الفضائل، وقد روي في الترمذي (١٩٨٤) وابن خزيمة (٢١٣٦) وغيرهم عن علي -رضي الله عنه-: وفيه: «وأدام الصيام»، قال ابن كثير في تفسيره (٤/ ١٧٧): (رواه الطبراني، من حديث عبد الله بن عمرو وأبي مالك الأشعري، كل منهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه وكل من الإسنادين جيد حسن).

<<  <  ج: ص:  >  >>